logo-img
السیاسات و الشروط
( 34 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

اللعن

ما رأي السيِّد عليّ السيستانيّ(دام ظله)، في سبِّ الصحابة سرَّاً وعلانية؟


الشِّيعةُ لا يَسبُّونَ صَحَابةَ رسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله)، بل يَقُولونَ بِعَدمِ كون العَدالَةِ للجميعِ على نحوِ العُمومِ، فالصحابة فيهم الصالح وفيهم غير ذلك، ومجرَّد صحبة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)لا تعطي حصانة للإنسان، ما لم يكن الصحابيُّ سائراً على منهج النبي(صلى الله عليه وآله)، وهناك منهج قرآنيٌّ ثابت صريح يُعبِّر عن البراءة من الظالمين ومنهجهم، وهو يعتمد أسلوب لعن الظالمين، وهو دعاء عليهم بالطرد من رحمة الله تعالى، وليس اللعن سبَّاً ولا شتماً، فقد قال تعالى: ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ۚ أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ))، سورة هود، الآية: 18، وقوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ))، سورة البقرة، الآية: 159، فكلُّ من كتم ما أنزل الله هو مشمول بلعن الله ولَعْن اللّاعنين، وليس ذلك أمراً مخالفاً لِخُلُق القرآن، فاللّعن والسبُّ والشتمُّ يختلف بعضها عن البعض الآخر، ولكن مع جواز اللَّعن في حد ذاته، إلا أنه إذا كان يوقع الفتنة بين المسلمين، ويُضِرُّ بالأرواح، فإنه لا يجوز حينئذ.

5