كيفية التعامل مع مشاعر الغضب تجاه الأم

السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة: نلفت نظركِ إلى أهتمام الشريعة الإسلامية في تقديس الوالدين حتى وإن كانا سيئين، وما يصدر منهما من إساءة لا يبرر الرد عليهم بالمثل فتأملي بعض الآيات والأحاديث: قوله تعالى: ﴿وَقَضى‏ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً﴾ (الاسراء: ٢٣ - ٢٤). وقول نبينا الكريم (صلى اللّٰه عليه وآله) وقد سأله ابن مسعود عن أحب الأعمال إلى الله تعالى فقال (صلى اللّٰه عليه وآله): الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين وقد جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك . ابنتي الكريمة: إن تكليفكِ وواجبكِ الشرعي لا يسقط عنكِ بقساوة كلماتها أو تصرفها، فيجب مراعاة المعاشرة بالمعروف مع الوالدين، فإنّ حقّهما من آكد الحقوق بشهادة الضمير الإنساني والفطرة السليمة، وعليك معرفة الأسباب التي جعلت الوالدة بهذه الحالة فربما أسلوبك غير مفهوم عندها، تقربي وتوددي إليها، تكلمي بلين ولطف معها، استخدمي كلمات معبرة تصل لمشاعرعها بشكل جميل، حينها ستنعكس طريقتك على الوالدة وتكون كلماتها مختلفة، وربما أنها تعاني من شيء ولم تبوح به لأحد فتقربي وافهمي منها وهذا الفعل تؤجرين عليه كثيراً عند الله تعالى. ودمتم موفقين