احب رب العالمين لأنه أهل للحب منعم عليه رغم تقصيري واغلاطي الكثيرة ولان حبي اله يقويني عكس حبي لخلقه يضعفني ويعيشني بقلق وخوف دائم والراحة الي احس بيها اني اصلي ماكو احد يكدر يحسسني بيها والحمدلله بس سيدنا بالآونة الأخيرة صار شي ضيعني قبل أشهر شفت احد من اقاربي ومن ذاك اليوم لهذا اليوم ساكن عقلي مايطلع من عنده من اول ماكعد لحدما انام ومن اصفن او اتكلم الفظ اسمه ماعرف شنو سبب اني خايفة من افراطي بالتفكير به يخسرني رحمة ربي ويغضب عليه صح اني ماعندي تواصل بيه بس تفكيري بيه مستمر وماأكدر امنع نفسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، في البداية نود توضيح مفهوم حب الله سبحانه وتعالى، وهو أن الإنسان المحب لله تظهر عليه علامات واضحة، منها طاعته لله وامتثاله لأوامره، فيشغله أداء الواجبات وترك المحرمات، ويحرص على فعل المستحبات والابتعاد عن المكروهات.
وتراه محبًا للصلاة، مداومًا على قراءة القرآن، مواظبًا على الأدعية، وأنيسًا بذكر الله.
وأما من يدعي حب الله دون عمل، ففعله يكذّب قوله؛ كما قال الشاعر:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه
هذا لعمرك في الفعال بديع
لو كنت صادقًا لأطعته
إن المحب لمن أحب مطيع
ومن أعظم ما يصرف الإنسان عن حب الله، انشغاله بعشق المخلوقات.
فالعشق حالة مرضية تُعطِّل العقل الذي هو من أعظم الهبات الإلهية للإنسان، فقد روي عن أمير المؤمنين(عليه السلام): «العشق جهد عارض صادف قلبًا فارغًا» ولهذا نجد علماء النفس والأطباء يعدّون العشق المفرط مرضًا نفسيًّا يستدعي العلاج والمتابعة مع مختص.
ابنتي، الحل يكمن في الرجوع إلى الله والتوسل به بحق أهل البيت (عليهم السلام) أن ينجينا من كل سوء.
والقرآن الكريم فيه سكينة للروح، وأدعية أهل البيت فيها راحة وعلاج للنفس.
كما أن تدبر كلماتهم، لا سيما في نهج البلاغة، يغذي الروح ويُرشد القلب.
تذكري - ابنتي - تضحيات سيد الشهداء (عليه السلام) وعقيلة الطالبيين السيدة زينب (عليها السلام)، وكيف بذلوا الغالي والنفيس في سبيل نصرة الدين وترسيخ العقيدة.
وعلينا أن نقتدي بهم في الصبر والثبات، ولتكن نساؤنا على خطى العقيلة في العفة والحياء.
أخيرًا، من الضروري - شرعًا وعقلًا - مراجعة طبيب مختص، فالعناية بالنفس واجبة قبل فوات الأوان وخسارة الدنيا والآخرة.
دعاؤنا لكم بالتوفيق والسداد ودمتم سالمين.