العلاقة بين الأئمة والمصادر الدينية عبر التاريخ
السلام عليكم لماذا لم يأتينا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله مباشرة فرضا عن اشخاص ثقات وهكذا الى ان ينتهي الامر بالمؤلفات كما هو الحال يعني بدون وجود ائمة. اذا كان وجود الائمة عليهم السلام لحفظ الدين فهناك 1000 سنة او اكثر بدون امام لان الامام عجل الله فرجه الشريف مغيب وحُفظ الدين واستمر فاذا قلتم استمر بسبب المؤلفات الذي هي نُقلت عن الائمة فاذا كانت المؤلفات هي مباشرة من رسول الله عن الثقات لحُفظ ايضا وما احتجنا الائمة عليهم ( ارجوا منكم البساطة في اللغة او التحدث بالعامية لنفهم )
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب نذكر مجموعة نقاط لإيضاح المسألة: ١- إنّ مسألة الإمامة ليست فرضية نفترضها لحفظ الدين فقط، بحيث لو وجدنا طريقة أخرى- كما اقترحتم في السؤال- يمكن افتراضها لحفظ الدين لكانت فكرة الإمامة باطلة، بل الإمامة مقام إلهي خاص ذكره القرآن الكريم، وقال إنّه يكون لغير الظالمين من ذرية إبراهيم عليه السلام، ثم ذكر النبي أنّ من بعده إثنا عشر خليفة، ووصفهم بأوصاف تقترب من العصمة أو بالعصمة نفسها، ولم نجد في التأريخ الإسلامي من ينطبق عليه كلام النبي الأكرم سوى هذه السلسلة الطاهرة لأهل البيت، وتأريخهم يشهد عليهم بأنهم علماء ولم يتعلموا من أحد مطلقا، ولم يسألوا أحد مطلقا، ولم يسألهم أحد فيعجزوا عن جوابه، وكانت لديهم قدرات استثنائية في العلم والخلق والدين والعبادة والتقوى وغيرها من فضائل النفوس، مع وجود نصوص أخرى تذكر إمامتهم عليهم السلام. فالإمامة تبتني على هذه الأسس، ثم بعد ثبوتها تأتي مساحة التفكير والبحث عن الفائدة المترتبة على وجود الامام، وواحدة من الفوائد هي حفظ الدين. ٢- إنّ افتراض وجود كتاب فيه كل الروايات المنقولة عن النبي الأكرم فيها بيان للدين من دون الحاجة للرجوع للأئمة عليهم السلام افتراض نظري بحت، وأما من جهة عملية فلا يمكن افتراضه أصلا، لأن حفظ وبيان العقيدة الحقة والاحكام الشرعية لا يمكن أن يكون في فترة وجيزة تقارب العشرين عاما من حياة الرسول الأكرم مع ما عليه العقيدة والأحكام من التشعب التفصيل، لا سيما إذا عرفنا أن هذه الرسالة هي الرسالة الخاتمة، فلابد أن تحتاج إلى سنين طويلة ليتم البيان ويحفظ ما بُيّن منها عن تلاعب المتلاعبين لأغراض سياسية أو جهوية أو غيرها، كما حصل ذلك في التأريخ الإسلامي، فمثلا ظهرت تيارات فكرية مناوئة للإسلام لم يكن لها وجود في زمن النبي الاكرم، ولم توجد أصول الردود عليها، فلابد من وجود جهة معصومة تبين الأصول التي ينطلق منها المسلم لمواجهة مثل هذه التيارات، ووفق العقيدة الشيعية فإن زمن بيان الشريعة استغرق أكثر من مائتين عام على أيدي الرسول الأكرم ومن بعده إثنا عشر إمام معصوم، فتكون مدة كافية لاستيعاب تفاصيل العقيدة والشريعة، وهذا المعنى لا يمكن قبوله بناءً على وجود المرويات عن الرسول الأكرم فقط. ٣- من يطالع التأريخ الإسلامي سيجد أن هناك تيارات كثيرة كان همها الأوحد هو تحريف الدين وتزوير الكلام، والرسالة الإسلامية ما زالت في طور الإنشاء والتكوين، فإذا دخلها التزييف والتحريف بقي التحريف فيها إلى الأبد، فكان وجود الحافظ والمصحح للمسار ضروري جدا، والقرآن ذكر هذه الحقيقة، قال تعالى { يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ هادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَ إِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَ مَنْ يُرِدِ اللَّـهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّـهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ } ( المائدة:٤٠ ) فهذه لوبيات يتحالف فيها اليهود مع المنافقين غرضهم تحريف الكلم من بعد مواضعه، ودراسة الحقبة التأريخية بعد النبي، سيما حقبة الدولة الأموية يكشف ضرورة وجود الحافظ للدين الذي يكون معصوماً.