أم فاطمه الموسوي ( 34 سنة ) - العراق
منذ شهرين

تفسير آية تقديم الصدقة قبل المناجاة بالرسول

بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الذين ءامنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم و أطهر صدق الله العلي العظيم اريد تفسير هذه الآيه المباركه جزيتم خيراً


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب جاء في تفسير الأمثل للشيخ مكارم الشيرازي، ج١٨، ص( ١٣٦-١٣٧): الصدقة قبل النجوى (اختبار رائع): في قسم من الآيات السابقة كان البحث حول موضوع النجوى، وفي الآيات مورد البحث استمراراً وتكملة لهذا المطلب. يقول سبحانه: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة﴾ وكما ذكرنا في سبب نزول هذه الآيات، فإن بعض الناس وخاصة الأغنياء منهم كانوا يزاحمون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) باستمرار ويتناجون معه. ولما كان هذا العمل يسبب ازعاجاً للرسول بالإضافة إلى كونه هدراً لوقته الثمين، وفيه ما يشعر بالخصوصية لهؤلاء الذين يناجونه بدون مبرر لذا نزل الحكم أعلاه، وكان امتحاناً لهم، ومساعدة للفقراء، ووسيلة مؤثرة للحد من مضايقة هؤلاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ثم يضيف بقوله تعالى: ﴿ذلك خير لكم وأطهر﴾ أما كون الصدقة "خير" فإنها كانت للأغنياء موضع أجر وللفقراء مورد مساعدة، وأما كونها "أطهر" فلأنها تغسل قلوب الأغنياء من حب المال، وقلوب الفقراء من الغل والحقد، لأنه عندما تكون النجوى مقرونة بالصدقة تكون دائرتها أضيق مما كانت عليه في الحالة المجانية، وبالتالي فإنها نوع من التصحيح والتهذيب الفكري والاجتماعي للمسلمين. ولكن لو كان التصدق قبل النجوى واجباً على الجميع، فإن الفقراء عندئذ سيحرمون من طرح المسائل المهمة كاحتياجاتهم ومشاكلهم أمام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فلذا جاء في ذيل الآية إسقاط هذا الحكم عن المجموعة المستضعفة مما مكنهم من مناجاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والتحدث معه فإن لم تجدوا فان الله غفور رحيم. وبهذه الصورة فإن دفع الصدقة قبل النجوى كان واجباً على الأغنياء دون غيرهم. والطريف هنا أن للحكم أعلاه تأثيراً عجيباً وامتحاناً رائعاً أفرزه على صعيد الواقع من قبل المسلمين في ذلك الوقت، حيث امتنع الجميع من إعطاء الصدقة إلا شخص واحد، ذلك هو الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهنا اتضح ما كان يجب أن يتضح، وأخذ المسلمون درساً في ذلك. ودمتم في رعاية الله وحفظه.

1