سلام عليكم، انا ادعي التدين لكن لا املك ورع، اريد ان اكون ذات ورع عن معاصي الله سبحانه، كيف ازرع الورع بقلبي، ماهيه الطريقه وماذا عليه فعلة، واجتنابه ، قلبي يُلمني الى متى انا اعصي ، لقد تعبت من نفسي ساعه تقع بي بالعجب و اخرى في الحرام، و مره في النظرة المحرمه و هكذا، انا ارغب ان اتغير ساعدوني اقسم عليكم ب الصديقة فاطمة،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكِ الله أختي الكريمة وتقبل أعمالكِ بأحسن القبول
إبنتي الكريمة، رغبتكِ في التغيير وشعوركِ بالألم بسبب بعض المعاصي التي تبتلينَ بها دليلٌ على حياةِ قلبكِ وصدقِ نيتكِ، وهذا بحد ذاته خطوة عظيمة نحو بلوغِ الورع.
فلا تيأسي في هذا الطريق، وتذكري قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة: 222).
ويمكن أن نَذكُرَ في خدمتكِ بعض الخطوات التي من الممكن أن تساهم إيجاباً في بلوغِ ورَعِ القلب، وهيّ:
1- تقويةُ علاقتكِ بالله تعالى، والإكثارُ من ذكره؛
إنّ كثرةَ ذكرِ الله تعالى من علامات الإيمان التي لها إنعكاسٌ على سلوكِ الإنسان، فعندما يكون القلب مشغولاً بذكر الله، تَقِلُ مساحةُ الشيطان فيه.
وينبغي المحافظةُ على الصلاة في وقتها، فإنّ الصلاةَ صِلَةُ العبدِ مع ربه التي تمنحهُ قوةً روحية ومعنوية، قال تعالى: { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} (العنكبوت: 45).
2-مجاهدةُ النفسِ ومحاسبتها:
إبنتي العزيزة راقبي أفعالكِ يومياً، وفي نهاية اليوم إسألي نفسكِ: هل قمتُ بمعصية؟ لماذا وقعتُ فيها؟ كيف أتجنبها؟
وبعد ذلك إسعي لاستبدال الذنب بعمل صالح، فإذا وقعتِ في معصية سارعي لفعل حسنة تمحوها، مثل الصدقة أو الاستغفار أو صلاة ركعتين.
3-اجتناب بيئة المعصية:
ابتعدي عن كل ما يجركِ إلى المعصية، إذا كانت النظرة المحرمة تضعفكِ تجنبي المواقف التي تعرضكِ لها، وإذا كان العجبُ يُصيبكِ، فاحرصي على التواضع واذكري ضعفكِ أمام الله عزّ وجل.
أيضاً من المهم جداً استبدال الصحبة غير الصالحة بصحبةٍ صالحة تعينُكِ على التقوى، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): "عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المرء على دين خليله وقرينه. ". (الكافي للشيخ الكليني، الجزء2، الصفحة 375).
4- التأمل في عواقب الذنوب:
استحضري أثر الذنوب على القلب، ولاحظي هذه الرواية المروية عن الإمام الباقر (عليه السلام) التي يبين فيها أثر الذنوبِ على القلب: " ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنباً خرج في تلك النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض، فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً وهو قول الله عز وجل: " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ". (الكافي، ج2، ص 273).
تذكري مقام الزهراء (عليها السلام) وأهل البيت(عليهم السلام)، هل ترضين أن تريهم يوم القيامة وأنتِ محملة بهذه الذنوب؟
5- الإلتجاء إلى الله بالدعاء:
واظبي على الدعاء لله وتوسلي إليه لأن يعصمكِ ويبعدكِ عن الذنوب، وعليكِ بقراءة الصحيفة السجادية ففيها الكثيرُ من الأدعية والمناجاة ذات المضامين العالية، التي تساهم في تهذيب النفس وإكتسابِ مكارمِ الأخلاق.
وفي النهاية ... المزید
نقول لكي إبنتنا الكريمة: لا تيأسي، فليسَ هناكَ معصومٌ من الذنب إلا المعصومون (عليهم السلام)، فكلنا نضعف ونقع في الذنوب، لكن الفرق بين الصالح وغيره هو أن الصالح كلما وقع، نهض بسرعة ولم يبقَ في وحل الذنب.
فكوني من الذين ينهضون بسرعة، والله لن يترككِ، بل سيساعدكِ ما دمتِ صادقة.
أسأل الله أن يوفقكِ للورع الحقيقي، ويجعلكِ من أوليائه.
دمتِ في رعاية الله