تصرفات الجيران وتأثيرها على الخصوصية

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب. ابنتي الكريمة، جزاكِ الله خيرًا على حرصكِ على الحفاظ على الحشمة والحياء، وهذا من الأمور العظيمة التي تميز المؤمنين والمؤمنات. فيما يخص الوضع الذي تواجهينه مع جارك، فهناك عدة نقاط يجب مراعاتها: أولاً: من الناحية الشرعية، الجار يجب أن يحترم حقوق جيرانه، خاصة إذا كان يعلم أن هناك بنات أو نساء في البيت، ويجب عليه أن يتجنب أي تصرف قد يؤدي إلى انتهاك حرمات المنزل، فإذا كان يصعد إلى سطحه بطريقة تكشف بيوت الآخرين أو يشاهد بنات الحي، فهذا تصرف غير لائق ويعتبر نوعًا من التعدي على حرمات المسلمين، وقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله: {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره…} (الکافي ج ٢، ص ٦٦٧) ثانيًا: إذا لم يكن هناك رجل في المنزل يستطيع مواجهة الجار والتحدث معه بأدب وحكمة، فإن أفضل حل هو التوجه إلى شخص موثوق (مثل والدك أو أحد الأقارب) أو حتى استخدام وسائل قانونية إذا كان الجار مستمرًا في تصرفه دون مراعاة لحقوقكم، فالهدف من هذه الخطوة هو أن يتم تنبيهه بطريقة شرعية ولطيفة حتى يمتنع عن تصرفاته. ثالثًا: فيما يتعلق بالدعاء عليه، الأفضل أن تدعي له بالهداية والصلاح بدل الدعاء عليه. قد يكون الدعاء بالهداية مفتاحًا لتغييره، فإن الله تعالى يقول في كتابه الكريم:{ وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت: 34). فالدعاء هو سلاح المؤمن، ولكن من الأفضل أن نستخدمه لتوجيه الناس إلى الخير، وأن نطلب من الله أن يصلح حالهم. ابنتي يامؤمنة، إذا لم يتوقف الجار عن تصرفاته بعد التحدث معه أو محاولة نصحه، فالذنب يقع عليه وحده، لأنكم قمتم بما يجب عليكم من نصحه والتنبيه على أهمية احترام حرمات البيت، أما واجبكم أن تظلوا محافظين على الحشمة والستر، خاصة إذا كنتم تعلمون أنه يتواجد في السطح أو قد يتطلع على بيتكم، فإن الحجاب والستر واجب في هذه الحالة كوسيلة للحماية والاحتياط. وفي كل الأحوال، ثقي أن الله مطلع على ما في القلوب وسيجازي كل إنسان بما كسبت يداه، واستمروا في الدعاء له بالهداية، ولا تتركون الدعاء لأنفسكم ولعائلتكم بالحفظ من كل سوء. أسأل الله أن يمنّ عليكم بالستر والعافية، وأن يهدي جاركِ إلى الصلاح والتقوى. ودمتم في رعاية الله وحفظه.