السلام عليكم
عندي كم سؤال اتمنى الرد عليها
١- كيف اتخلص من خوف أحد من العائلة وهذا التفكير لقد دمرني.
كيف اتخلص من الخوف في تفكير الموت وسؤال منكر ونكير وقرأت عن هذا الشي و هو مخيف جدًا .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وتقبل أعمالكم بأحسن القبول
رسالتكم تتضمن سؤالين رئيسيين، سنجيبكم عليهما إن شاء الله
1- كيف أتخلص من خوفي من أحد أفراد الأسرة وسيطرته عليّ؟
اعلم ابني العزيز أنّ الخوفَ من شخص خصوصاً إذا كانَ من أفراد العائلة قد يكون نتيجة التجارب السابقة، أو شعورٍ بعدمِ القدرة على المواجهة، أو طبيعة العلاقة معه.
الظاهر من معلوماتك لدينا أنّ عمرك هو (10 سنوات) وهذا يعني أنّك لا زلت صاحب تجارب قليلة في الحياة، وعليه فأنت معرض لكثير من الاخطار، لهذا قد يكون هذا الشخص يحاول التضييق عليك خوفاً من الاخطار المحتملة.
فيجب عليك أن تُحلل سبب هذا التضيق الذي يحصل من هذا الشخص، هل هو من منطلقِ خوف عليك، أو هو من منطلق آخر.
وإلى ذلك الحين يجب عليك تعزيز ثقتك بنفسِك، حاول أن تضعَ حدوداً بينكَ وبينه، إعرف حقوقك واعرف واجباتك، فالإنسان الذي يعرف حقوقه وواجباته لا يَسمَحُ لأحد بأن يسيطر عليه ظلماً وتعدياً، لذا كُن واضحاً في مواقفك، ولا تسمحي لأحد بأن يجعلك تعيش في دائرة الخوف.
يقول الله تعالى : ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: 139).
الله ينهانى عن حياة الخوف والذل، فإن كان هذا الشخص يريدُ بكَ الذل فيجب أن تضع له حداً واضحاً.
وهنا نكرر ونقول: هذا فيما لو كانَ هذا الشخص يتجاوز حدوده، أما إذا كان ما يفعله هو من ضمن حدوده كالأب والام فلا ينبغي أن تتعامل مع مضايقتهم التي تكونُ غالباً نابعة من خوفهم عليك وحرصهم على مصلحتك على أنّه ذِّلٌ وإهانة.
كما ينبغي لك أن تتوكَلَ على الله في كل أحوالك، وتحرص على المواظبة على الدعاء، فهو الذي يحفظك، وهو القادر على دفع أي ضرر عنك، وتذكر أنّ الله تعالى دائمٌ قريبٌ منك يسمع دعاءَكَ وشكواك.
قال عزّوجل: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) } (سورة البقرة).
2- كيف أتخلص من خوفي من الموت وسؤال منكر ونكير؟
عزيزي ... المزید إنّ الخوفَ من الموت أمرٌ طبيعي، فهو انتقال من عالمٍ نعرفهُ إلى عالم جديد لا نعرفُ عنه إلا القليل.
ولكن يجب ألا يتحول هذا الخوف إلى وسواس يمنعك من العيش بسلام، فالموت كما نعتقد به ليس نهاية، بل هو بدايةٌ جديدة لمرحلةٍ إنتقالية من حياةِ الفناء إلى حياة الرخاءِ والبقاء.
فيجب علينا أن نتذكر رحمة الله عزّوجل دائماً، فصحيح أنّه هناك حساب، وهذا الحساب دقيقٌ للغاية، لكن تذكر دائماً أنّ اللهَ أرحمُ الراحمين، يغفِرُ الذنوب ويعفو عن المسيئين، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ (الزمر: 53).
ولهذا لا ينبغي أن يكونَ تفكيرُنَا منصباً فقط على الخوف، بل يجب أن نلتفت أيضاً إلى رجاءِ رَحمَةِ الله تعالى.
هذا أولاً....
ثانيًا: الإعداد للقاء الله بالأعمال الصالحة
الخوف من الموت يتلاشى عندما يعيش الإنسان حياة صالحة، فيكون مطمئناً لما بعد الموت، فإذا بذل الإنسان الجهد المناسب بحسب إستطاعته، مع علمه برحمة الله، فلم يرتكب المحرمات، وماتَ وهو خالي الذمة من حقوق الناس كان عالماً بأنه سينتقل من هذه الدنيا إلى لقاء ربه مطمئناً.
قال تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ (الفجر: 27-28).
ثالثاً: إجعل ذكر الموت محركاً إيجابياً لك، وذلك من خلال أن تجعلهُ محفزناً لك للإكثار من الأعمال الصالحة، وليكونَ مخوفاً لك عن إرتكاب المحرمات.
فإذا كنتَ تعلم وتتذكر أنّ الموتَ قريب ويمكن أن يأتي بأي لحظة، فهذا يعني أنّه يجب أن تسرع في فعلِ الأعمال الصالحة والإستزادة من الخيرات، وأنه لا يصح أن تفعلَ أيّ حرام، لأنّه سرعانَ ما ستحاسب عليها بحسابٍ عسير.
بهذا المقدار يكتملُ جوابُ سؤالك، نرجو ان نكون قدمنا لكَ ما ينفعك، وإن كانَ لديك تساؤل آخر فلا تتردد في مراسلتنا، فنحنُ في خدمتكَ وخدمةِ سائرِ المؤمنين.
ودمتَ في رعاية الله