السلام عليكم
قراءة في أخلاق أهل البيت عن أهمية الصدق.
جرى معي مشاكل من جميع اهلي كنت صادقه لكن لم يصدقني احد رئيت الجميع يكذب لكني كنت مصره على صدقي هل ما عملته صحيح
هل أبقى على ما انا عليه لأن الجميع لا يصدقني
ويتكلمن عني بالسوء ماذا أفعل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم وتقبل الله أعمالكم بأحسن القبول
إبنتي الكريمة، أنتِ على الطريق الصحيح، وما فعلتيه هو الصحيح، فإن الإنسان المؤمن يجب أن يكون من أبرز صفاته التي يتصف بها هي الصدق، فلا تجعلي كلام الناس يُثنيكِ عن التمسك بالصدق.
وأهل البيت (عليهم السلام) كانوا مثالاً يُقتدى به في الصدق حتى في أصعب الظروف، وكانوا يعانون بسبب ذلك أشد العناء، ولكنهم لم يتراجعوا أبداً، وهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أبرز القابه (الصادق الأمين).
وأما بالنسبة لسؤالك (هل أستمر على الصدق رغم عدم تصديقهم لي؟)
نعم، ينبغي أن تبقي على صدقكِ، فالصدق ليس مشروطاً بتصديق الآخرين، بل هو مبدأ يجب التمسك به لذاتِه.
فالنبي (صلى الله عليه وآله) كان يُلقَّب بالصادق الأمين قبل بعثته، ومع ذلك كذَّبه قومه عندما جاء بالدعوة، فهل ترك الصدق؟ لا، بل استمر حتى أظهر الله الحق.
وأما بالنسبة لمَن يتكلم عنكِ بسوء فلا تردي عليهم بالتكذيب أو الغضب لأنّ هذا قد يثبت لهم شكوكهم، بل استمري في الصدق والأخلاق الحسنة ومع الوقت، سيُدرك الناس أنكِ صادقة، حتى لو تأخروا في الاعتراف بذلك.
ولا تجعلي كلامهم يُشعركِ بالضعف أو الخطأ، لأن الصدق هو الفضيلة الكبرى التي يحبها الله تعالى، ولكن في المقابل اختاري متى تتكلمين ومع مَن تتكلمين، فأحياناً الصدق لا يعني قولَ كل شيء للجميع، فقد يكون الصمت حكمة في بعض الأحيان ومع بعض الأشخاص.
وفي النهاية، اعلمي - ابنتي - أنّ ما تمرين به هو اختبارٌ لصبركِ وثباتكِ على الحق، فكوني مطمئنةً بأنّ الله تعالى يرى إخلاصكِ، وأنكِ مأجورةٌ على صدقكِ، حتى لو لم يُقدّركِ الناس الآن، قال الله تعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾ (الإسراء: ٨١)، والحق دائمًا ينتصر ولو بعد حين.
وفقكِ الله لكل خير
ودمتِ في رعاية الله