هل الانبياء معصومين .
واذا كانوا معصومين لماذا.قول تعالى في سوره يوسف (..... فَأَنسَىٰهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ ذِكۡرَ رَبِّهِۦ فَلَبِثَ فِي ٱلسِّجۡنِ بِضۡعَ سِنِينَ )٤٢
من المفترض ان يوسف لا ينسى لانه نبي ومعصوم.....؟
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
الأنبياء معصومون و إن الأدلّة على عصمتهم كثيرة، فقد ذكر المحقق الطوسي ثلاثة منها (راجع كشف المراد، ص٢٧٤).
وأضاف إليها القوشجي دليلين آخرين (شرح التجريد، ص٣٥٨).
وذكر الايجي تسعة أدلة (كتاب المواقف، ص٣٥٩-٣٦٠).
ونقتصر في المقام على ذكر دليلين هما:
١- الوثوق فرع العصمة:
إنّ التبليغ يعمّ القول والفعل، فكما في أقوال النبي تبليغ فكذلك في أفعاله، فالرسول معصوم عن المعصية وغيرها لأنّ فيها تبليغاً لما يناقض الدين وهو معصوم من ذلك.
ولا يفتقر ذلك على زمن البعثة فقط وإنّما يشمل ما قبلها أيضاً لأنّه لو كانت سيرة النبي غير سليمة قبل البعثة فلا يحصل الوثوق الكامل به وإن صار إنساناً مثاليّاً.
إذن فتحقق الغرض الكامل من البعثة رهن عصمته في جميع فترات عمره.
٢- التربية رهن عمل المربّي:
إنّ الهدف العام الذي بُعث الأنبياء لأجله هو تزكية الناس وتربيتهم ومعلوم (أن فاقد الشيء لا يعطيه) فلذا لابد من التطابق بين مرحلتي القول والعمل، وهذا الأصل التربوي يجرّنا إلى القول بأن التربية الكاملة المتوخاة من بعثة الأنبياء لا تحصل إلّا بمطابقة أعمالهم لأقوالهم فانّ لسوابق الأشخاص وصحائف أعمالهم الماضية تأثيراً في قبول الناس كلامهم وإرشاداتهم.
و ما ذكر في السؤال في شأن نبي الله يوسف عليه السلام غير صحيح، لأن الضمير في( فَأَنْساهُ) راجع إلی «الذي» أي فأنسی الشيطان صاحبه الناجي أن يذكره لربه أو عند ربه فلبث يوسف في السجن بضع سنين،
وليس مرجع الضمير ليوسف عليه السلام، قال العلامة الطباطائي في تفسير الميزان: (و أما إرجاع الضميرين إلی يوسف حتی يفيد أن الشيطان أنسی يوسف ذكر الله سبحانه، فمما يخالف نص الكتاب فإن الله سبحانه نص علی كونه (ع) من المخلصين و نص علی أن المخلصين لا سبيل للشيطان إليهم مضافا إلی ما أثنی الله عليه في هذه السورة.