السلام عليكم
كثيرا ما نقرأ في احاديث اهل البيت ان خيرا للمرأة ان تصبر على سوء خلق زوجها
ما الحكمة من ذلك؟
علما ان هذا الامر تترتب عليه مساوئ كثيرة للزوجة والأطفال زين ليش مثل هكذا زوج رغم ظلمه هو يمتلك زوجة صبورة؟ وشكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، إن الصبر على سوء خلق الزوج هو موضوع حساس ومعقد، ويتطلب فهماً عميقاً للحكمة الإلهية والغاية من الابتلاءات في الحياة.
وفي الإسلام، يُعتبر الصبر فضيلة عظيمة، وهو وسيلة لتحقيق الأجر والثواب من الله تعالى، والصبر على الشدائد، بما في ذلك التعامل مع زوج سيء الخلق.
ويمكن أن يكون وسيلة لتقوية الإيمان والاعتماد على الله في كل الأمور فقد ورد عن رسولنا الكريم (صلى اللّٰه عليه وآله): «من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها مثل [ثواب] آسية بنت مزاحم».
وهذا الثواب العظيم لصبرها ليس شيئاً اعتباطياً فإن المرأة الصابرة إنما تريد بصبرها اصلاح زوجها أولاً والحفاظ على بيتها واسرتها ثانياً واثبات قدرتها على معالجة المصاعب ثالثاً.
فالحكمة من الصبر في مثل هذه الحالات تكون متعددة، ويكون الصبر وسيلة لتغيير الزوج بمرور الوقت، حيث يمكن أن يؤدي الصبر والمعاملة الحسنة إلى تحسين سلوكه، وكما أن الصبر يمكن أن يكون وسيلة لحماية الأسرة والأطفال من التفكك، حيث أن الحفاظ على الأسرة هو من الأولويات في الإسلام.
ومع ذلك، يجب أن يكون هناك توازن، فإذا كان سوء الخلق يصل إلى حد الإيذاء الجسدي أو النفسي، فإن الإسلام لا يطلب من المرأة أن تتحمل ذلك دون البحث عن حلول، ويمكن للمرأة في مثل هذه الحالات التي لا تطاق، برفع أمرها إلى الحاكم الشرعي، فينظر بأمرها وهو الذي يجد الحل المناسب للزوجة لتعيش بكرامة أو تسريح بإحسان.
ولعل الصبر في مثل هذه الظروف يمكن أن يكون له فوائد معنوية كبيرة، حيث يعزز من قوة الشخصية ويزيد من القرب من الله سبحانه، وكما أن الله يعدُ الصابرين بالأجر العظيم في الآخرة.
ودمتم بحفظ الله ورعايته.