التغير في زمن الأفعال في سورة الفرقان وأثره في المعنى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، قال اللّه تعالى في سورة الفرقان {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} في الزمن الماضي ثم {وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا} في الزمن المضارع. ما التفسير لهذا التغيير في الفعل؟ شكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب التغيير في زمن الفعل بين "جعل" في الماضي و "يجعل" في المضارع في قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا} (الفرقان: ١٠). هو من الأساليب البلاغية في القرآن الكريم. فبدأ بذكر الجنات أولًا لأنها أعظم نعمة وأساس السعادة في الآخرة. ثم ذكر القصور بعد ذلك، وكأنها تأتي كإضافة وتكريم فوق نعيم الجنة، لذا جاء الفعل بالمضارع ليشير إلى الاستمرار في منحها. فالتغيير في الزمن من الماضي إلى المضارع يحمل دلالات بلاغية ومعنوية مهمة، منها: التأكيد على تحقق الجنات واستمرار القصور، والتدرج في النعمة، والإشارة إلى الامتداد الزمني لمشيئة الله في العطاء. ودمتم في رعاية الله وحفظه.