logo-img
السیاسات و الشروط
( 20 سنة ) - العراق
منذ 4 أشهر

مقتل عبيد الله بن الإمام علي

هل المختار الثقفي قتل عبيد الله بن الإمام علي (عليه السلام)؟


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ولدي العزيز، عده الشيخ المفيد (قدس سره) في كتابه الإرشاد، (ص١٦٨)، من أولاد أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: "محمد الأصغر المكنى بأبي بكر، وعبيد الله الشهيدين مع أخيهما الحسين (عليه السلام) بالطف، وأمهما ليلى بنت مسعود الدارمية". وهكذا نقل عنه الإربلي في كتاب كشف الغمة، ج۲، ص٦٦. وفي عبد الله، عن المفيد أيضا، عده عبد الله من المقتولين بالطف حيث قال في ص(۲۳۳): عبد الله وأبو بكر ابنا أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأمهما ليلى بنت مسعود الثقفية. ومن ذلك يظهر أن له (عليه السلام) من ليلى بنت مسعود ابنان وكلاهما قتلا بالطف. وفي كتاب الإختصاص، ص(۸۲) عند عد من شهد مع الحسين (عليه السلام)، عد منهم أبا بكر بن علي وأمه ليلى بنت مسعود. وقال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة عند ذكر أولاد علي (عليه السلام): وأمّا أبو بكر وعبد الله، فأمهما ليلى بنت مسعود النهشلية من تيم. وقال الشيخ في الكنى من رجاله من أصحاب الحسين (عليه السلام): أبو بكر بن علي (عليه السلام) أخوه قتل معه، أمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمة بن جندل بن نهشل، من بني دارم. ولكن عن الخوارزمي أن أبا بكر بن علي (عليه السلام) اسمه عبد الله كما في مقتله، ج۲، ص۳۸، ونسب أمه كما في الرجال، وذكر رجزه: شيخي علي ذو الفخار الأطول * * * من هاشم الصدق الكريم المفضل و ذكر هذا في البحار، الجزء ٤٥، ص٣٦، وذكر أن اسمه عبيد الله. فلم يعلم أن أبا بكر كنية عبد الله بن علي أو عبيد الله. وذكر غير واحد أن عبيد الله بن علي (عليه السلام) لم يقتل بالطف، بل بقي إلى زمان المختار فبايع مصعباً، فقتل يوم المختار، وقبره بالمذار مشهور(١). ويحتمل أن يكون من قتله مصعب بن الزبير بعد أن كان محبوساً عنده، بخططه ومكره، كما مكر معاوية بمقتل عمار بن ياسر (رضوان الله تعالى عليه). قالَ المقدسي (ت ٣٣٥ هـ): فزحفَ إليه مصعبٌ بنُ الزبير، وقتلَ ستّةَ آلاف وقتلَ عبيدَ اللهِ بنَ عليٍّ بن أبي طالب، ومحمّداً بنَ الأشعثِ بنِ قيس، وكانا محبوسينِ في عسكرِ مصعب، ولم يشعُر بهما. (البدءُ والتاريخ، المقدسي، ج٦، ص٢٢).   فعبيدُ اللهِ كانَ محبوساً في جيشِ مصعب، ولم يخرُج لحربِ المُختار، أخرجَه مصعبٌ خوفاً مِن انقلابِ البصرةِ عليه، ولمكاسبَ سياسيّةٍ، حيثُ رويَ أنّ مصعب كانَ يقول: يا أيّها الناسُ، المختارُ كذّابٌ، وإنّما يغرّكم بأنّه يطلبُ بدمِ آلِ محمّد، وهذا وليُّ الثأر، يعني عُبيدَ اللهِ بنَ عليّ، يزعمُ أنّهُ مُبطلٌ فيما يقول. (تاريخُ اليعقوبي، ج٢، ص٢٦٣).   وعليه: فمنَ المُحتملِ جدّاً أن يكونَ مصعبٌ بنُ الزبير هوَ الذي اغتاله وفتكَ به، واتّهمَ المُختار، وذلكَ:   أوّلاً: لأنّه بويعَ لهُ في البصرةِ مرّتين، وخرجَ عَن طاعةِ مصعب.    ثانياً: أنّه مِن أولادِ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام)، والزبيريّونَ نواصبُ يبغضونَ أهلَ بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله).   ثالثاً: الخوفُ من إلتحاقِه بالمُختارِ الثقفي، بعدما أخرجوهُ منَ البصرة، وألحقوهُ مُكرَهاً بجيشِ مصعب(٢). ودمتم موفقين. ___________________________________ (١) معجم رجال الحديث، السيد الخوئي (رضوان اللّٰه عليه). (٢) مركز الرصد العقائدي (بتصرف).