صراع مع الذنب والتوبة ومشاعر اليأس بالتوبة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، أود أن أهنئكِ على رغبتك الصادقة في التوبة والعودة إلى الله تعالى. فهذا الشعور بحد ذاته هو خطوة كبيرة نحو الإصلاح والتغيير. اعلمي - ابنتي - إن الله سبحانه وتعالى رحيم وغفور، ويقبل التوبة من عباده مهما تكررت الذنوب، ما دامت التوبة صادقة ومخلصة. وللتغلب على الذنب والابتعاد عنه، يمكنك اتباع بعض الخطوات التي تساعدك إن شاء اللّٰه تعالى، وهي: أولاً: تجنبي الأماكن أو الأوقات التي تثير فيك الرغبة في ارتكاب الذنب. ثانياً: اشغلي وقتك بأمور مفيدة ومثمرة، مثل قراءة القرآن، أو ممارسة هواية ما، أو الانخراط في أنشطة اجتماعية إيجابية. ثالثاً: حاولي أن تحيطي نفسك بصديقات صالحات يدعمنك في مسيرتك نحو التوبة. أما بالنسبة للخوف من العودة إلى الذنب، فيجب بالمبادرة إلى التوبة، ولا تدعيه يثنيك عن التوبة. استمري في الدعاء والاستغفار، واطلبي من الله العون والثبات، وتذكري أن الله يحب التوابين ويفرح بتوبتهم، وهو أرحم الراحمين. وأخيراً - ابنتي - لا تيأسي من رحمة الله، فالله يغفر الذنوب جميعاً إذا كانت التوبة صادقة فقد جاء في كتابه الكريم في سورة الزمر: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣)﴾ استشعري هذه الرحمة وهذا العطف منه سبحانه واستمري في المحاولة، وكوني واثقةً أن الله معك وسيساعدك على التغلب على هذا التحدي. وفقك الله لكل خير، ولا تنسي أن تدعو الله دائماً بالثبات والهداية.