logo-img
السیاسات و الشروط
يا صاحب الزمان ادركني ( 23 سنة ) - العراق
منذ 6 أشهر

هل مصير الانسان بيد الله

السلام عليكم ما رايكم بهذا الحديث وما المفهوم عن هذا الحديث عن الله سبحانه وتعالى اتمنى التوضيح قال الرسول وهو الصادق المصدوق قال ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علاقه مثل ذلك ثم يكون مضغه مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيامر باربع كلمات ويقال له اكتب عمله ورزقه واجله وشقي او سعيد ثم ينفخ فيه الروح فان الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنه الا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل اهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنه


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في رحاب المعرفة تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، إنّ الإنسان هو من يحدّد مصيره، فقد هداه الله السبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً، بنص القرآن الكريم بقوله تعالى في سورة الإنسان: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (٣)﴾. فهذه المسألة ترتبط في عقيدتنا بأفعال الإنسان وهل هو مخيّر أو مسيّر وقد وجدت عدّة توجّهات في ذلك بين من قال أنّه مجبر على أفعاله، وبين من قال أنّ الله خلقه وفوّض إليه الأمر فتركه يفعل ما يشاء خارج إرادة الله تعالى، فقد يريد الله شيئاً ويفعل العبد خلاف إرادة الله تعالى، وبين ما ذهب إليه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) من أنّ الإنسان له مساحة من الاختيار ولكن ذلك لا يخرجه عن إرادة الله تعالى، وهو ما يسمّى الأمر بين الأمرين. والنصوص التي توحي بكون الإنسان مجبوراً أو كونه مختاراً كلها توضع في سياق الأمر بين الأمرين، ومسألة السعادة والشقاوة تحمل على أنّ الإنسان وإنْ كان هو من يختار السبيل ويقرّره، ولكن الله يعلم ما سيكون عليه هذا الإنسان من قرار ومصير، فعلْم الله تعالى بمصير الإنسان ومآله ليس إجباراً له على ذلك، فمثلاً لو علمت بقدوم شخص إلى مكان معيّن قبل قدومه فلا يكون مجبوراً على القدوم لمجرّد أنّك تعلم بقدومه. ولا بدّ من الالتفات إلى أنّ هناك كتابين في علم الله فهناك اللوح المحفوظ، وهو المصير الذي يعلمه الله تعالى وهو لا يخطئ، وهناك لوح المحو والإثبات وهو المصير المعلوم مشروطاً ببعض الشروط، كموت هذا الشخص في لحظة محدّدة معلوم إذا لم يدفع صدقة مثلاً، فإذا دفعها فقد تغيّر أجله في لوح المحو والإثبات، وبالتالي فكون الإنسان مكتوباً في لوح المحو والإثبات من الأشقياء إذا اختار الإنسان بنفسه طريق الشقاء، وكذلك يكتب من السعداء إذا اختار طريق السعادة وهيّأ أسبابهما. ودمتم في رعاية الله تعالى.