logo-img
السیاسات و الشروط
Zahraa ( 20 سنة ) - العراق
منذ 5 أشهر

دور عمرو ابن الإمام علي في معركة كربلاء

هل عمرو ابن الامام علي عليه السلام تخلف عن واقعه الطف ام استشهد فيها


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، ننقل لكم ما ورد في مقالة للشيخ محمد صنقور، (بتصرف): ذكر في المصادر التاريخية، أنّ المعروف عن عمر المسمى (عمر الأطرف) بن الامام علي (عليه السلام) أنّه إشارة على أخيه الحسين (عليه السلام) بالبيعة، إلى يزيد (لعنه الله)، خوفاً عليه، وقد تخلف ولم يخرج مع الإمام الحسين (عليه السلام). روى السيِّد ابن طاووس في اللهوف قال: وحدَّثني جماعةٌ منهم مَن أشرتُ إليه بإسنادهم إلى عمر النسَّابة (رضوان الله عليه) فيما ذكره في آخر كتاب الشافي في النسب بإسناده إلى جدِّه محمد بن عمر قال: سمعتُ أبي عمر بن عليِّ بن أبي طالب (عليه السلام) يُحدِّث أخوالي آل عقيل قال: لمَّا امتنع أخي الحسين (عليه السلام) عن البيعة ليزيد بالمدينة، دخلتُ عليه فوجدتُه خاليًا فقلتُ له: جعلتُ فداك يا أبا عبد الله، حدَّثني أخوك أبو محمد الحسنُ عن أبيه (عليهما السلام) ثم سبقتني الدمعةُ وعلا شهيقي فضمَّني إليه وقال: «حدَّثكَ أنِّي مقتول» فقلتُ: حُوشيتَ يابن رسول الله، فقال (عليه السلام): «سألتُك بحقِّ أبيك بقتلي خبَّرك؟» فقلتُ: نعم، فلولا ناولتَ وبايعتَ. فقال (عليه السلام ): «حدَّثني أبي أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) أخبره بقتله وقتلي وأنَّ تُربتي تكون بقرب تربته، فتظنُّ إنَّك علمتَ ما لم أعلمه، وإنَّه لا أعطي الدنيَّةَ عن نفسي أبدًا، ولتَلقينَّ فاطمةُ أباها شاكيةً ما لقيَتْ ذريتُها من أمَّتِه، ولا يدخل الجنَّة أحدٌ آذاها في ذريتِها»(١). فهذه الرواية تصلحُ شاهدًا على أنَّه لم يكن من شهداء كربلاء فهو - بحسب الرواية - ينقل لآل عقيل بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) ما وقع بينه وبين أخيه قبل مسيره إلى كربلاء. كما أنَّها تكشف عن طبيعة العلاقة العاطفيَّة بين عمر الأطرف وبين أخيه الإمام الحسين (عليه السلام) وعن إكباره وإجلاله لأبيه وأخيه الحسن (عليه السلام) وتعظيمه للسيدة فاطمة (عليه السلام). وقال أبو نصر البخاري في سرِّ السلسلة العلويَّة عن عمر بن عليٍّ أنَّه: "دعاه الحسين (عليه السلام) إلى الخروج معه فلم يخرج، فلمَّا أتاه مصرعُه خرج في معصفراتٍ - ثوب أحمر اللون - له وجلس بفناء داره. ويقول: أنا الغلامُ الحازم ولو خرجتُ معهم لذهبتُ في المعركة وقُتلت"(٢). أقول- الشيخ محمد صنقور -: أمّا أنَّ الحسين (عليه السلام) قد دعاه للخروج معه، فلم يستجب فذلك ممكن، وهو يكشف لو صحَّ عن أنَّه لم يكن معذورًا في تخلُّفه، إذ لو كان له عذرٌ لما دعاه الحسين (عليه السلام) للخروج معه. وأمَّا أنَّه خرج في معصفراتٍ بعد أنْ بلغه مصرعُ الحسين (عليه السلام) وقال: "أنا الغلام الحازم" فهو في غاية البُعد، إذ إنَّ هذا الفعل يُوحي بأنَّ عمر الأطرف قد شمت بمقتل أخيه الحسين (عليه السلام) ولا موجبَ لذلك. فالخبر لغرابته لا يثبتُ إلّا أنْ يستفيض نقلُه، وهو ليس كذلك، إذ لا يعدو كونه خبر آحاد ومرسَل، على أنَّ ما أورده السيِّد ابن طاووس من بكاء عمر الأطرف وشهيقه لمجرَّد استحضاره أنَّ أخاه الحسين (عليه السلام) يُقتل في العراق، وكذلك فإنَّ ما أُثر عنه من الروايات - المحرَز صدور بعضها في الجملة - في فضل أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليه السلام) يُعزِّز من وهن خبر أبي نصر البخاري. فالخلاصة: أنّ عمر (الأطرف) تخلف عن الإمام الحسين (عليه السلام) ولم يخرج معه إلى الكوفة، بعد معرفته أنّه سيقتل في كربلاء، بعدما أخبره الإمام الحسن (عليه السلام) بذلك، لكن هذا لا يلزم أن يكون قد شمت بمقتل الإمام الحسين (عليه السلام) كما يصوره البعض. ودمتم موفقين. _________________________________ (١) اللهوف، السيد ابن طاووس، ص(١٩- ٢٠). (٢) سر السلسلة العلويَّة، أبونصر البخاري، ص٩٦. عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، ابن عنبة، ص٣٦٢.

1