تنظيم وقت الدراسة والنوم
سلام عليكم اني طالبة اقرأ بالليل واسهر وهذا شي يأثر على صحتي وتركيز.. احاول انام بالليل مااكدر يوم يومين ارجع اسهر مااعرف شلون انام بالليل وكتي جاي يضيع احس مابي بركة. ممكن طريقة عن أهل البيت عليهم السلام و نصيحتكم شلون انام في الليل افضل وكت للنوم شوكت اكعد كيف أنظم وقتي وشنو رأيكم في الدراسة بالليل لو الصبح نسألكم الدعاء
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، بدايةً من الضروري بالنسبة للطالب أن يبني في ذاته وعقله ووجدانه تفكيراً معرفياً إيجابياً نحو العلم والتعلّم، وعليه أن يعرف قيمة التعليم؛ إذ إنّ الإنسان إذا لم يعرف قيمة الأشياء بجدية لن يحافظ عليها، ولن يسعى للحصول عليها، كما أنّه لابدّ من معرفة أنّ الإنسان يمكن أن ينزع منه كل شيء في هذه الدنيا عن طريق الآخرين ما عدا علمه ودينه. كذلك ننبه - ابنتي - على ضرورة النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً، فإن في ذلك البركة كلها في وقتكم. ومسألة أنكم حاولتم أياماً لأجل النوم مبكراً وفشلتهم، فإن ذلك ليس بالصعب إطلاقاً. بل أثبت الطب أن الإنسان يستطيع أن يعتاد على نظام بمجرد أن يحاول ويعزم، وما هي إلا أياماً ويجد نفسه قد تقولب بهذا البرنامج. ولابد من الاتزان بمقدار النوم، فلا يكون لساعات طوال، فقد ورد عن النبي (صلى اللّٰه عليه وآله): «إياكم وكثرة النوم، فإن كثرة النوم يدع صاحبه فقيراً يوم القيامة» (الاختصاص، الشيخ المفيد، ص٢١٨). لذا يُنصح أن تكون ساعات النوم بين (٦-٨) يومياً، لاحتياج البدن له ولطاقات الإنسان، فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام): «النوم راحة للجسد، والنطق راحة للروح، والسكوت راحة للعقل» (ما لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج٤، ص٤٠٢، ح٥٨٦٥). وكذلك جاء عن الإمام الرضا (عليه السلام): «إن النوم سلطان الدماغ، وهو قوام الجسد وقوته». (بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج٦٢، ص٣١٦). واتركوا النوم بين الطلوعين (طلوع الفجر وشروق الشمس) الذي يُسمى بـ "الغداة" فقد جاء عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): «نومة الغداة مشومة تطرد الرزق وتصفر اللون وتغيره وتقبحه، وهو نوم كل مشوم إن الله تعالى يقسم الأرزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وإياكم بتلك النومة، وكان المن والسلوى ينزل على بني إسرائيل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. فمن نام تلك الساعة لم ينزل نصيبه وكان إذا انتبه فلا يرى نصيبه واحتاج إلى السؤال والطلب». (التهذيب، الشيخ الطوسي، ج٥، ص٢٦٦). ولابدّ من مراجعة العوامل التي تؤثر في دراستك، وتحديداً فيما يتعلّق (بمكان ووقت الدراسة، ساعات الدراسة، العوامل التي تشوش تفكيرك، رفاق الدراسة، كيفية الدراسة فيما يتعلّق بالتلخيص والمتابعة والتذكر). وهناك إرشادات كثيرة، منها: - لا تؤجلي الدراسة والواجبات، بل انجزي كل ما هو مطلوب منك، فهذا سيُثير فيك الالتزام والرغبة في التعلّم. - في كل يوم حددي المادة التي يجب الانجاز فيها، وابقي مصممة على الانجاز، وعدم مغادرة الغرفة قبل الانتهاء، وحاولي أكثر من مرة وسترين أنّك بدأتِ بالاعتياد على الدراسة وتجلسي وقتاً أطول، ثمّ ابدئي بزيادة الوقت بالتدريج. - صممي قوائم تُبيّن مدى الإنجاز أثناء الدراسة، بحيث يتم تثبيت الوحدات أو الصفحات المُنجزة لكل مادة. - الانتهاء من الدراسة أولاً، ثمّ ممارسة الهوايات المفضّلة، قراءة المادة الدراسية بإتقان وتركيز، ومراجعتها جيداً. ولا تيأسي - ابنتي - فيما لو حصل تعثر أو تلكؤ في البرنامج المعد، فإن ذلك أمر طبيعي جداً، والمهم هو المواصلة والاستمرار. ولا تنسي كذلك من جعل فترة راحة واسترخاء كي تعاودي النشاط مجدداً. ولا بأس بدراسة مادتين مختلفتين في آنٍ واحد، كأن تكون أحداهما علمية بحتة (كالرياضيات) وأخرى تعتمد على الحفظ (كمادة الأدب مثلاً) فإن هذا التنوع يساهم بجعل الذهن يأخذ فترات راحة أثناء المذاكرة. ويُنصح بالتلخيص، واستخراج التعريف أو التعليل أو غير ذلك، وكتابته، فإن ذلك يُساعد في الحفظ، وكذلك التنقيط. ومما يُنصح به كذلك، بأن تجعلوا لكم برنامجاً خاصاً بكم ووفق ما يناسبكم، على أن تكون فيه أمور ثابتة (عدد ساعات المذاكرة يومياً) وأمور متغيرة (كالوقت) مع جعل ساعات طوارئ في حال حصول شيء يشغلكم عن الدراسة قهراً. ثم يمكن لكم تغيير البرنامج كل أسبوع أو عشرة أيام كي لا يحصل لديكم الملل. وهناك بعض الأدعية والأمور النافعة، منها: ١- كوني على وضوء دائماً، سواءً حين مراجعة الدروس أم في غيرها من الأوقات وخاصة لدى حضورك في قاعة الامتحان. ٢- كرري قول: أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه، ولا حول ولا قوة إلّا بالله. ٣- أكثري من قول: اللهمّ صلِّ على محمد وآل محمد. ٤- قراءة الدعاء الآتي عدّة مرات: سبحانَ مَنْ لا يعتدي على أهلِ مملَكَته، سُبحانَ مَنْ لا يأخُذُ أهلَ الأرضٍ بألوان العَذَاب، سُبْحَانَ الرَّؤوُفِ الرحيم، اللّهُمَّ اجعل لي في قلبي نُوراً وبَصَراً وفَهْماً وعِلماً، إنَّكَ على كُلِّ شيءٍ قَدير. دعاء قبل المذاكرة: (اللهمّ إنّي أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين. اللهمّ اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك، وقلوبنا بخشيتك، وأسرارنا بطاعتك، إنّك على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل). دعاء بعد المذاكرة: (اللهمّ إنّي أستودعك ماحفظت وما قرأت فرده عند حاجتي إليه إنّك على كل شيء قدير). دعاء عند التوجّه إلى الامتحان: (اللهمّ إنّي توكلت عليك، وفوضت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلّا إليك). دعاء عند دخول الامتحان: (ربي أدخلني مُدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا). دعاء عند الإجابة: (ربي اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلُل عقدة من لساني يفقهوا قولي.. باسم الله الفتاح.. اللهمّ لاسهل إلّا ماجعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، سهّل أمورنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الرحمين). دعاء عند تعسر الإجابة: (لا إله إلّا أنت سبحانك تبت إليك إنّي كنت من الظالمين، يا حي ياقيوم برحمتك استغيث، ربي إنّي مسني الضرّ وأنت ارحم الراحمين). دعاء النسيان: (اللهمّ يا جامع الناس في يوم لا ريب فيه اجمع عليَّ ضالتي). دعاء بعد الانتهاء من الإجابة: (الحمدلله الذي هدانا لهذا وماكنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله). أطلنا الكلام - ابنتي - لكن فيه منفعة إن شاء اللّٰه تعالى. نسأله سبحانه أن يأخذ بأيديكم إلى ما فيه الخير والصلاح والتوفيق والنجاح والفلاح بالنبي وآله (صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين). ونسألكم الدعاء.