انا شاب عمري ٢٧ سنه اعزب اردت الزواج من بنت احببتها وهذه البنت فيها كل الصفات المطلوبه من اخلاق ودين وعفه وشرف لكن ابي معترض على هذه الفتاه وعلى زواجي منها لاسباب لا داعي لها مثلا عمامها ما يحاجونا او اسباب اخرى. قلت له انا اتحمل كل مصاريف الزواج اريدك فقط الذهاب معي في الخطبه لكنه معترض
هل يحق لابي ان يعترض في اختياري وزواجي من هذه البنت؟واذا كان لا يحق له هل عليهُ اثم؟
وهل اتحمل اثم في مخالفة رأيه؟ انا دائما اشكوه الى الله هل اتحمل الحرام في تصرفي هذا
وما هو الحل المناسب لمثل هذه المشاكله؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اذا كان مخالفته تؤذيه من حيث هو مشفق عليك فلا تجوز مخالفته.
اما الواجب على الولد تجاه أبويه أمران :
الأول: الإحسان إليهما، بالإنفاق عليهما إن كانا محتاجَيْن، وتأمين حوائجهما المعيشيّة، وتلبية طلباتهما فيما يرجع إلى شؤون حياتهما في حدود المتعارف والمعمول به، حسبما تقتضيه الفطرة السليمة، ويُعَدُّ تركها تَنَكُّراً لجميلهما عليه، وهو أمر يختلف سعة وضيقاً بحسب اختلاف حالهما من القوة والضعف.
الثاني: مصاحبتهما بالمعروف، بعدم الإساءة إليهما قولاً أو فعلاً وإنْ كانا ظالِمَيْنِ له، وفي النص: "وإن ضرباك فلا تنهرهما وقل : غفر الله لكما".(الكليني،الكافي:ج٢،ص١٥٨).
هذا فيما يرجع إلى شؤونهما،
وأمّا فيما يرجع إلى شؤون الولد نفسه، ممّا يترتب عليه تأذّي أبويه، فهو على قسمين :
١- أن يكون تأذّي الوالدين ناشئاً من شفقتهما على الولد، فيحرم التصرّف المؤدّي إلى ايذائهما سواء نهاه عنه أم لا.
٢- أن يكون تأذّي الوالدين ناشئاً من اتّصافهما ببعض الخصال الذميمة، كعدم حبّهما الخير لولدهما دنيوياً كان أم أخروياً وهذا أمر نادر، أو تدخّلهما بشؤون ولدهما كاختيار الزوجة إن كان اختيار الابن موافقاً للضوابط الشرعيّة أو التخصُّص في نوع الدراسة ونحوها، فلا أثر لتأذّي الوالدين إذا كان من هذا القبيل، ولا يجب على الولد التسليم لرغباتهما من هذا النوع، ولكن لابدّ أن تكون مخالفتهما من دون إساءة لهما بلفظ أو فعل، وبذلك يظهر أنّ طاعة الوالدين في أوامرهما ونواهيهما الشخصية غير واجبة في حدّ ذاتها.
وأما الطريقة الصحيحة لإقناعه فهي تتمثل بالتصرف الأمثل من بر وإحسان، والمعاملة الجيدة مع افراد الأسرة، بحيث تثبت عملياً أنك ولد صالح تستحق أن يقدم لك كل ماتريد.
والشيء الآخر أن توسط شخص ثقة ومؤثر؛ ليبين للوالد الكريم أن صالح المرء بإحراز نصف الدين من خلال الزواج بذات الدين والخلق الصالح، وهذه تنطبق على هذه المرأة الكريمة.
وعليك بالدعاء لله تعالى والتوسل بأهل البيت (عليهم السلام) بتيسير الأمور والتوفيق إلى ما فيه سعادة المرء في الحياة الدنيا والآخرة بحق النبي الكريم وآله الطيبين الطاهرين.
دمتم في رعاية الله وحفظه.