تحليل مقاصد ذكر الأمهات في خطبة الإمام زين العابدين
السلام عليكم
في خطبة الامام زين العابدين عليه السلام بالكوفة يقول أنا ابن عديمات العيوب أنا ابن نقيات الجيوب أنا ابن من كسا وجهها الحياء أنا ابن فاطمة الزهراء وسيدة النساء وابن خديجة الكبرى
سؤالي هو هل قوله عديمات العيوب ونقيات الجيوب يقصد به فقط السيدة فاطمة والسيدة خديجة لأنه ذكرهما بعد ذلك أم يشمل امه الحقيقه السيدة شهربانو وجدته السيدة فاطمة بنت اسد عليهما السلام وما تفسير الكلام الذي قاله ومن المقصوده بأبن من كسا وجهها الحياء الزهراء او غيرها او جميع امهاته الاربعه وعذرا على الاطاله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، رزقكم الله تعالى كُلّ خير وبركة.
أولاً: الخطبة ليست للإمام زين العابدين (عليه السلام)، بل هي للإمام الحسن (عليه السلام)، حينما سأله معاوية أن يصعد المنبر وينتسب.
ثانياً: لم يرد في الخطبة عبارة (عديمات العيوب ونقيات الجيوب)، الواردة في سؤالكم، إنما ورد (أنا ابن قليلات العيوب، نقيات الجيوب).
ثالثاً: نقل الخطبة المجلسي (رحمه الله)، في كتابه (البحار)، عن كتاب (مناقب ابن شهرآشوب)، جزء (٤٣)، صفحة (٣٥٦).
متن الخطبة، هو: ((… المنهال بن عمرو أن معاوية سأل الحسن (عليه السلام) أن يصعد المنبر وينتسب، فصعد فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أيها ا لناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فسأبين له نفسي، بلدي مكة ومنى، وأنا ابن المروة والصفا، وأنا ابن النبي المصطفى، وأنا ابن من علا الجبال الرواسي، وأنا ابن من كسا محاسن وجهه الحيا، أنا ابن فاطمة سيدة النساء، أنا ابن قليلات العيوب، نقيات الجيوب - وأذن المؤذن فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله - فقال: يا معاوية محمد أبي أم أبوك؟ فإن قلت: ليس بأبي فقد كفرت، وإن قلت: نعم، فقد أقررت ثم قال: أصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمداً منها، وأصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمداً منها، وأصبحت العجم تعرف حق العرب بأن محمداً منها يطلبون حقنا ولا يردون إلينا حقنا»)).
وقال المجلسي: "بيان: قال الجوهري: رجل ناصح الجيب أي أمين انتهى، فقوله (عليه السلام): (نقيات الجيوب) كناية عن عفتهن كما أن طهارة الذيل في عرف العجم كناية عنها".
رابعاً: خطبة الإمام زين العابدين (عليه السلام)، نقلها المجلسي (رحمه الله)، في كتابه (البحار)، عن كتاب (مناقب ابن شهرآشوب)، جزء (٤٥)، صفحة (١٧٤ - ١٧٦).
ومتنها هو: ((مناقب ابن شهرآشوب: في كتاب الأحمر قال الأوزاعي: لما اتي بعلي بن الحسين (عليهما السلام) ورأس أبيه إلى يزيد بالشام، قال لخطيب بليغ: خذ بيد هذا الغلام فأت به المنبر وأخبر الناس بسوء رأي أبيه وجده وفراقهم الحق وبغيهم علينا قال: فلم يدع شيئاً من المساوي إلا ذكره فيهم فلما نزل قام علي بن الحسين فحمد الله بمحامد شريفة وصلى على النبي صلاة بليغة موجزة ثم قال: «معاشر الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أعرفه نفسي: أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن المروة والصفا، أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن من لا يخفى، أنا ابن من علا فاستعلا، فجاز سدرة المنتهى، وكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى، أنا ابن من صلى بملائكة السماء مثنى مثنى، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أنا ابن علي المرتضى، أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن خديجة الكبرى، أنا ابن المقتول ظلماً، أنا ابن المجزوز الرأس من القفا، أنا ابن العطشان حتى قضى، أنا ابن طريح كربلا، أنا ابن مسلوب العمامة والرداء، أنا ابن من بكت عليه ملائكة السماء، أنا ابن من ناحت عليه الجن في الأرض والطير في الهواء، أنا ابن من رأسه على السنان يهدى، أنا ابن من حرمه من العراق إلى الشام تسبى أيها الناس إن الله تعالى وله الحمد ابتلانا أهل البيت ببلاء حسن، حيث جعل راية الهدى والعدل والتقى فينا، وجعل راية الضلالة والردى في غيرنا فضلنا أهل البيت بست خصال: فضلنا بالعلم، والحلم، والشجاعة، والسماحة والمحبة، والمحلة في قلوب المؤمنين، وآتانا ما لم يؤتَ أحداً من العالمين من قبلنا فينا مختلف الملائكة وتنزيل الكتب قال: فلم يفرغ حتى قال المؤذن: الله أكبر (فقال علي: الله أكبر كبيراً فقال المؤذن) أشهد أن لا إله إلا الله فقال علي: أشهد بما تشهد به، فلما قال المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله، قال علي: يا يزيد هذا جدي أو جدك؟ فإن قلت: جدك فقد كذبت، وإن قلت جدي فلم قتلت أبي وسبيت حرمه وسبيتني؟
ثم قال: معاشر الناس هل فيكم من أبوه وجده رسول الله؟ فعلت الأصوات بالبكاء، فقام إليه رجل من شيعته يقال له المنهال بن عمرو الطائي وفي رواية مكحول صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: كيف أمسيت يا ابن رسول الله؟ فقال: ويحك كيف أمسيت؟ أمسينا فيكم كهيئة بني إسرائيل في آل فرعون، يذبحون أبناءهم ويستحيون نسائهم الآية وأمست العرب تفتخر على العجم بأن محمداً منها وأمست قريش تفتخر على العرب بأن محمداً منها، وأمسى آل محمد مقهورين مخذولين، فإلى الله نشكو كثرة عدونا وتفرق ذات بيننا وتظاهر الأعداء علينا».
كتاب النسب: عن يحيى بن الحسن قال يزيد لعلي بن الحسين: واعجباً لأبيك سمى علياً وعلياً؟ فقال (عليه السلام): «إن أبي أحب أباه فسمى باسمه مراراً».
تاريخ الطبري والبلاذري: إن يزيد بن معاوية قال لعلي بن الحسين: أتصارع هذا؟ يعني خالداً ابنه، قال: وما تصنع بمصارعتي إياه أعطني سكيناً وأعطه سكيناً ثم أقاتله فقال يزيد: شنشنة أعرفها من أخزم، هذا العصا (جاءت) من العصية هل تلد الحية إلا الحية.
وفي كتاب الأحمر قال: أشهد أنك ابن علي بن أبي طالب، وروي أنه قال لزينب: تكلمي فقالت: هو المتكلم فأنشد السجاد:
«لا تطمعوا أن تهينونا فنكرمكم وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا والله يعلم أنا لا نحبكم ولا نلومكم أن لا تحبونا».
فقال: صدقت يا غلام، ولكن أراد أبوك وجدك أن يكونا أميرين والحمد لله الذي قتلهما وسفك دماءهما فقال (عليه السلام): «لم تزل النبوة والامرة لآبائي وأجدادي من قبل أن تولد».
قال المدائني: لما انتسب السجاد إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال يزيد لجلوازه: أدخله في هذا البستان واقتله وادفنه فيه، فدخل به إلى البستان وجعل يحفر والسجاد يصلي، فلما هم بقتله ضربته يد من الهوا فخر لوجهه، وشهق ودهش، فرآه خالد بن يزيد وليس لوجهه بقية فانقلب إلى أبيه وقص عليه فأمر بدفن الجلواز في الحفرة وإطلاقه وموضع حبس زين العابدين (عليه السلام) هو اليوم مسجد)).
ودمتم موفقين.