logo-img
السیاسات و الشروط
( 19 سنة ) - العراق
منذ 5 أشهر

حديث الإمام علي بن أبي طالب

السلام عليكم ما صحة حديث قال الامام علي بن أبي طالب : لو خاطبني ألف عالم لغلبتهم ولو خاطبني جاهل واحد لغلبني


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ولدي العزيز، حياكم الله. ١- هذه المقولة مشهورة بين الناس، ومنهم من ينسبها لأمير المؤمنين (عليه السلام) ومنهم من ينسبها إلى غيره. ٢- لا يوجد دليل يثبت صحة النسبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) على فرض وجودها. ٣- لم يثبت أن هناك شخص قام بالمجادلة مع أمير المؤمنين وتمكن أن يتغلب عليه (صلوات اللّٰه عليه). لم تلد النساء من يستطيع أن يغلب من سماه النبي (صلى اللّٰه عليه وآله) لباب مدينة العلم في الحوار أو الجدال أو غيره. ٤- القضية ليست في علم الطرف الثاني أو جهله، بل تكمن في الهدف من الجدال، فإذا كان الهدف منه هو المراء فيصعب الوصول إلى نتيجة، سواء أكان الطرف الثاني عالمًا أم جاهلاً، بل المشكلة ستكون أصعب مع العالم الذي يبحث عن المراء. فالعالم الذي يبحث عن الجدال والمراء والغلبة تكون مشكلته أصعب وأعمق من مواجهة الجاهل الذي يبحث عن المراء والغلبة. لأن العالم يستطيع استغلال علمه في التمويه والمراوغة والتشكيك وهكذا، بخلاف الجاهل الذي لا يتقن فنون التلبيس ولا يحمل بعض المعلومات التي يستغلها في المراوغة أو التدليس أو التمويه. والخلاصة: إن الحوار الذي يهدف للوصول إلى الحقيقة تسهل إدارته، وليس فيه غالب ومغلوب. أما الجدال الذي يراد منه الغلبة والأنا والسيطرة، فالمشكلة فيه مع العالم أصعب بكثير مع الجاهل. إذا اتضح ذلك، فيكون معنى المقولة المذكورة أعلاه غير صحيح، خصوصاً مع التأمل. ٥- مع كل ما تقدّم تبقى هناك أساليب وحجج لا يتمكن أي شخص مجادل ولجوج في الإجابة عليها، فلاحظ المثال التالي في قوله تعالى من سورة البقرة: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٢٥٨)﴾. فالمسألة كانت محاججة ومجادلة بين إبراهيم (عليه السلام) والنمرود، ومع ذلك تمكن نبي الله إبراهيم (عليه السلام) من إفحام خصمه، فبهت الذي كفر. ٦- بعض الناس إذا دخلوا في خصام وجدال وعجزوا عن الإكمال والجواب، تراهم يرددون "ما جادلت عالمًا إلا غلبته، وما جادلت جاهلاً إلا غلبني" ويقصدون بذلك تبرير سكوتهم وعدم جوابهم، بأن الطرف الثاني جاهل، ولذلك لا يمكنهم الرد والإجابة عليه. وهذا كما ترى غير تام لما تقدم. ودمتم موفقين.

1