السلام عليكم ،
هناك شبهة تقول ان الحصر في اية الولاية انما هو حصر ادعائي وليس حقيقي فحينها يكون المعنى انه يجب مولاة ( بمعنى محبة ونصرة) هذا الشخص او هؤلاء الجماعة المذكورين في الاية بكمية هائلة ان صح التعبير لكنه لا ينافي مولاة أشخاص آخرين إن كانوا مؤمنين ، وبالتالي يسقط اشكالكم القائل ان كان المعنى من الولاية هو المحبة والنصرة فهو عام وليس خاصا بهؤلاء الجماعة ، فقد تبين ان الحصر هاهنا ادعائي بدليل ما ورد في غير موضع في القران " المؤمنون بعضهم اولياء بعض "
ما ردكم جزاكم الله خيرا وشكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
إنّ دلالة الحصر في الآية الكريمة لا تستفاد من لفظ ( إنما ) فقط، بل من ذيل الآية أيضاً، فالآية لم تقل: { إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا } وتسكت، بل أكملت المراد وقالت { الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ } وهذا الوصف لا ينطبق على جميع المؤمنين قطعاً، لأن جملة { وَ هُمْ راكِعُونَ } جملة حالية، بمعنى أنّ هناك من كان يعطي الزكاة وهو راكع، وقد ذكرت روايات كثيرة نقلها العامة قبل الخاصة، بأن المراد من المعطي للزكاة حال الركوع هو الإمام علي عليه السلام.
فحتى لو قلنا بأنّ الحصر إضافي لا حقيقي، فلا يدخل في المراد من الذين آمنوا غير الامام علي عليه السلام، بقرينة تكملت الآية، والعجب من بعض مفسري العامة، حيث حملوا الركوع في الآية على المجاز، والواو في جملة { وَ هُمْ راكِعُونَ } على العطف، وهذا كله إرتكاب لخلاف الظاهر من دون مبرر من قرينة لفظية أو حالية، بل لإبعاد الآية عن دلالتها على الامام علي عليه السلام فقط، فالمستند الوحيد لهم في الصرف عن الظاهر، أنه لو كانت على ظاهرها لدلّت على من صدر منه فعل التصدق بالخاتم.
وبعد ثبوت أنّ المراد هو خصوص الموصوف بهذه الأوصاف، فلا يعمّ جميع الذين آمنوا، بينما الولاية بمعنى النصرة تشمل جميع الذين آمنوا، فينتج أن الولاية بمعنى النصرة ليست هي المقصودة من الآية.