logo-img
السیاسات و الشروط
( 30 سنة ) - العراق
منذ 6 أشهر

كيفية مواجهة سب المذهب الشيعي في المنزل

السلام عليكم اني ساكن مع والدي وهوه دائما يسب المذهب الشيعي والرموز الشيعية ماذا افعل؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بعد الدعاء لكم بالتوفيق إعمل بما ورد عن رب العزة في كتابه الكريم حيث قال (وجادلهم بالتي هي أحسن)، فالمؤمن يدعو الى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، فمع القدرة والامكان إعمل بوظيفتك بالنهي عن المنكر بإسلوب محبب مقبول. وأعلم أخي الكريم،ان المؤمن لا يخلو من الابتلاء والامتحان وقد يكون ذلك لرفع درجة او لغفران ذنب او لغاية اخرى مترتبة على ذلك الابتلاء قال تعالى ( … قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) النمل ٤٠ وفي اية اخرى قال تعالى ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) الملك ٢ . وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال ( فيما أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام : ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن، فإني إنما ابتليته لما هو خير له، وأعافيه لما هو خير له، وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي ) وعن الإمام الباقر عليه السلام ( ما أبالي أصبحت فقيرا أو مريضا أو غنيا، لأن الله يقول: لا أفعل بالمؤمن إلا ما هو خير له). وروي عن الإمام علي (عليه السلام) في وصف المتقين: ( نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت في الرخاء ). والابتلاء على انحاء عدة فمرة يبتلى المؤمن بجسده ومرة يبتلى برزقه واخرى بعدو او جار سوء او ولد عاق او ابوين غير صالحين والمؤمن عليه ان يعرف كيف يتعامل مع هذا النوع من الابتلاء او ذاك ومن اخطر انواع الابتلاءات حينما يبتلى المؤمن بوالديه او احدهما فان عليه ان يعرف كيفية التعامل مع هذا النوع من الابتلاء فانه قد يقع في محذور اخر وهو العقوق ، وقد امرنا الشارع المقدس بمراعاة حق الوالدين حيين او ميتين محسنين او مسيئين وحذرنا من الاساءة اليهما وامرنا بالاحسان اليهما فقد قال تعالى ( وَ قَضى‏ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً * وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً) الاسراء ٢٣ - ٢٤. وقد جاء عن الامام الصادق (عليه السلام) في بيان معنى الاية ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) ( إن أضجراك فلا تقل لهما: أف، ولا تنهرهما إن ضرباك). وعنه عليه السلام في بيان معنى قوله تعالى ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)، وقال (عليه السلام) ( لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدامهما ). و جاء في الرواية عن النبي (صلى الله عليه واله) وقد سأله ابن مسعود عن أحب الأعمال إلى الله تعالى فقال (صلى الله عليه واله) ( الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين). وعن الامام الباقر (صلوات الله عليه) ( ثلاث لم يجعل الله عز وجل لأحد فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين). وجاء في دعاء الامام زين العابدين (عليه السلام) ( اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف، وأبرهما بر الام الرؤوف، واجعل طاعتي لوالدي وبري بهما أقر لعيني من رقدة الوسنان، وأثلج لصدري من شربة الظمآن، حتى أوثر على هواي هواهما ) وفي موضع اخر من هذا الدعاء يقول الامام عليه السلام ( ( . اللهم وما تعديا ( يعني بذلك الوالدين ) علي فيه من قول، أو أسرفا علي فيه من فعل، أو ضيعاه لي من حق أو قصرا بي عنه من واجب فقد وهبته وجدت به عليهما، ورغبت إليك في وضع تبعته عنهما فإني لا أتهمهما على نفسي، ولا أستبطئهما في بري، ولا أكره ما تولياه من أمري يا رب فهما أوجب حقا علي، وأقدم إحسانا إلي وأعظم منة لدي من أن أقاصهما بعدل، أو اجازيهما على مثل، أين إذا يا إلهي طول شغلهما بتربيتي؟ وأين شدة تعبهما في حراستي؟ وأين إقتارهما على أنفسهما للتوسعة علي؟ هيهات ما يستوفيان مني حقهما، ولا ادرك ما يجب علي لهما ولا أنا بقاض وظيفة خدمتهما. فصل على محمد وآله وأعني يا خير من استعين به. ووفقني يا أهدى من رغب إليه، ولا تجعلني في أهل العقوق للآباء والامهات يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون). وبعد هذا كله فان نصيحتي لك ان تتعرف الى الاسباب الحقيقية التي جعلت اباكم بهذا الشكل وان تحاول مع افراد اسرتك معالجة تلك الاسباب والتي قد تكونون انتم جزاءً منها كما ان لامك دور في التخفيف من حدة توتر ابيكم وانفعالاته وقسوته ان لم تكن هي جزءً من المشكلة فحاول الحديث معه وتساعدوا جميعاً لمعالجة المشاكل بكل هدوء واحترام، وقد يكون مريضاً نفسياً، فيكون بحاجة إلى علاج. وعليك بالدعاء له بالخير والصلاح وان يكون اباً مؤمنًا متقي لله تعالى ومتبعا لنبيه الكريم وآله الطيبين الطاهرين. دمتم في رعاية الله وحفظه.