هل النبي صلى الله عليه واله وسلم كان راعيا للاغنام عندما كان شابا وهل كانت هذه مهنته الاساسيه في ذلك الوقت واذا كان هو راعيا ما الذي يجعله يرعى الغنام وهو من اغنى العوائل وكانت لديهم اموال طائله حسب حد معرفتي في الروايات التي تتعلق بهذا الشيء
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ولدي العزيز، إنّ هذا الأمر مشهور عند العامة، ولكن لا يثبت على التحقيق.
قال السيد جعفر مرتضى العاملي، في كتابه الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى اللّٰه عليه وآله)، ج٢، ص(١٨١):
ويذكر المؤرخون: أنه (صلى اللّٰه عليه وآله) قد رعى الغنم في بني سعد، وأنه رعاها لأهله، بل ويقولون: رعاها لأهل مكة أيضاً، حتى ليذكرون - والبخاري منهم في كتاب الإجارة وغيره - أنه (صلى الله عليه وآله) قال: «ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم!
فقال أصحابه: وأنت؟
قال: «نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة».
وفسرت القراريط بأنها: أجزاء الدراهم والدنانير يشترى بها الحوائج الحقيرة.
ولكننا نشك كثيراً: في أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد رعى لغير أهله بأجر كهذا، تزهد به حتى العجائز، ولا يصح مقابلته بذلك الوقت والجهد الذي يبذله في رعي الغنم، نعم، نشك في ذلك، لأننا نجد:
أولاً: أن اليعقوبي ـ وهو المؤرخ الثبت ـ قد نص على أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن أجيراً لأحد قط.
وثانياً: تناقض الروايات؛ فبعضها يقول: لأهلي, وبعضها يقول: لأهل مكة، وبعضها يقول: بالقراريط، وأخرى قد أبدلت ذلك بكلمة بأجياد، وإذا كان الراوي واحداً لم يقبل منه مثل هذا الاختلاف، إلا إذا فرض أنه قد نسي في إحدى المرتين.
نعم، قد ذكر البعض: أن العرب ما كانت تعرف القراريط، وإنما هي اسم لمكان في مكة،
ولنفترض أنه اسم جبل في مكة، ولأجل ذلك جاء بكلمة "على" ولم يقل "في".
ولنفترض أيضاً أنه كان يرعى الغنم في خصوص ذلك المكان، ولا يتجاوزه إلى غيره.
ونفترض ثالثاً: أنه ربما يكون هذا الاختلاف بين الرواية التي تقول: بأجياد، والتي تقول بالقراريط، بسبب أن القراريط وأجياداً اسم لمكان واحد، أو لمكانين متقاربين جداً.
ولكن يعكر على هذا: أن رواية البخاري تقول: "على قراريط"؛ فالظاهر من كلمة على هو: الأجر.
إلى أن يقول في ص(١٨٣):
وكل ذلك وسواه من الإحتمالات لا شاهد له، وإنما يلجأ إليه لو كانت الرواية صحيحة السند عن معصوم، وليست كذلك، بل هي عن أبي هريرة، وغيره ممن لا يمكن الاعتماد عليهم.
والنتيجة: أن هذا القول لم يذكر عن أهل البيت (عليهم السلام).
ودمتم موفقين.