( 18 سنة ) - العراق
منذ 3 أشهر

العبادة المضاعفة بدل اجر الام واجر الصبر

بسبب ما رأيته من الزواج سواء من الاقارب او الغرباء وكلامكم في ان المرأه المجبورة على الزواج يجب عليها الاستسلام للواقع وإطاعة زوجها وتحمل المرأة زواج زوجها ويجب ان لاتهدم اسرتها و تفكير الناس في ان المرأة التي لاتعمل في بيتها وتطلب خادمه فاشلة مع ان هذا حقها الشرعي لكن حقوق الرجل يجب ان تنفذ وحمل المرأة والم الولادة وليس لها الحق في تسميته ولا التدخل في زواجه جعلني اكره الزواج واذا كان على اجر الام او اجر الصبر اقضي الوقت الذي انشغل فيه بالزواج في عبادة الله عز وجل ولا احتاج احد غير خالقي


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته ابنتي الكريمة، نحن نستغرب نظرتك هذه للزواج! ولا نعلم من أين جاءت لكم الأفكار! علماً إننا عندما ننصح بناتنا فنحن نحاول قدر المستطاع بأن نصل إلى أقل الخسائر حفاظاً على باقي الأمور المهمة والخطيرة. ولا يعني ذلك - إطلاقاً - أن نكون منحازين إلى جهة دون أخرى. مضافاً، أن الإجابة تعتمد على مقدار المشكلة وطبيعتها، فنبذل الوسع للحل الأمثل إن كان للصبر - مثلاً - أو التحمل أو الوقت، سبيلاً لذلك. كذلك، لو اطلعتم على باقي الأسئلة والأجوبة للاحظتم تنوع القضايا، فليس بالضرورة أن يكون الرجل هو على الخطأ دائماً، بل كثيراً من الزوجات - مع الأسف الشديد - تريد هدم بيتها بمعول المشاكل. والذي نريد بيانه - بصورة مختصرة - نحن ننظر إلى كيان الأسرة كمنظومة متكاملة، ونحرص كل الحرص على الحفاظ عليها، خصوصاً أن الانفصال هو آخر الكي كما يعبرون. اعلمي - ابنتي - أن الحقوق والواجبات التي أقرتها الشريعة، لو طبقت تماماً أو بنسبة معقولة، لما حصلت المشاكل من الأساس، وهذا الأمر واقع فعلاً، فلابد أن ننظر بالعين الأخرى إلى البيوت الهانئة المطمئنة. فالإسلام يعتبر الزواج صلة شرعية وارتباطاً وثيقاً مباركاً بين الرجل والمرأة لحفظ النوع البشري وتكوين أسرة قائمة على الفضيلة، وتترتب عليه حقوق وواجبات وتنشأ عنه مسؤوليات بين الزوجين ونسلهما وما يتصل بهما بقرابة، لذلك كان لزاماً على طالب الزواج والراغب فيه أن يحسن اختيار شريك حياته الزوجية، فلا يصح أن يكون همّه مركزاً ومنصباً على أن يقترن بامرأة ذات جمال فاتن أو ثراء طائل أو من أسرة تتمتع بجاه دنيوي، أو من عائلة ذات مركز وسلطان من غير اهتمام بما تكون عليه من خلق ودين، فقد جاء عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): «إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها أو لمالها أوكل إلى ذلك، وإذا تزوجها لدينها رزقه اللَّه المال والجمال». وفي ذات الوقت حرصت الشريعة كل الحرص على صفات المتقدم ومن يريد الزواج، فقد جاء في الكافي الشريف: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسين بن بشار الواسطي قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) أسأله عن النكاح فكتب إلي: «من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته فزوجوه ﴿إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير﴾». كذلك جاء في كتاب الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «الكفؤ أن يكون عفيفاً وعنده يسار». إلى غير ذلك من الروايات الشريفة التي جعلت القواعد والأسس لبناء الأسرة. وما أروع اهتمام الشريعة في بيان هذه الصلة الشرعية، فقال عزَّ من قائل: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ وورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): «ما استفاد امرؤ فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله». وجاء في كتاب مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي: "جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني وإذا خرجت شيعتني وإذا رأتني مهموما قالت: ما يهمك، إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله هما، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «بشرها بالجنة وقل لها: إنك عاملة من عمال الله ولك في كل يوم أجر سبعين شهيداً». وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا، هن أجمل من الحور العين»". ومن أعظم أسباب السعادة كون الزوجة هي ركن الأسرة وسيدتها، التي تعاون الرجل وتسانده ليصلا معاً إلى الغاية التي أرادها اللَّه تعالى لهما، ولذلك عبّر عنها النبي (صلى الله عليه وآله) قائلاً: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى اللَّه (عزَّ وجلَّ) خيراً له من زوجة صالحة». وبعد هذه المقدمة لمكانة الزواج عرفنا أنّه قائم على دورين أساسيين بين الزوج والزوجة ومن تخلف عن دوره لا يعني أنّ التشريع داعم له سواء أكان المتخلف عن واجباته الزوج أم الزوجة. لذلك مكانة الزواج محفوظة وحقوق الطرفين تحت اهتمام الشريعة، نعم لا ننكر تسلّط الرجل في بعض الحالات، وقد أعطت الشريعة الحق للمتضرر منهما خيار الطلاق رغم عدم محبوبيته وذلك لأنّ الهدف من الزواج هو تكوين الأسرة وديمومة النوع البشري، وأيضاً حثت الشريعة الطرفين التضحية من أجل الحفاظ على نتائج ذلك الزواج فتجد الزوجة تارة من يضحي من أجل الأبناء وتارة الزوج يصبر على سوء خلق الزوجة. والخلاصة: حتى في بيت أهل البنت أحياناً تكون هناك قساوة من الأم أو تسلط من الأب، فذلك لا يعني أنّ غالبية الآباء سيئين أو تخلي الأمهات عن دورهن إتجاه الأبناء. وكذلك الحال في مشروع الزواج فخروج البعض عن واجباته لا يصيّره فاشلاً، وكلّما كان الأختيار ضمن قواعد الشريعة والتي منها (التدين وحسن الخلق) كان هذا الرابط الإلهي في المسار الصحيح. نسأل اللّٰه تعالى أن يأخذ بأيديكم إلى ما فيه الخير والصلاح والتوفيق والنجاح بالنبي وآله (صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين).