( 37 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

لماذا الخمس والزكاة وهو القائل لا اسالكم عليه اجرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ١. لماذا نُخاطَبْ بقل لا أسألكم عليه أجرا أو أجر ونُطالَبْ بالخمس والزكاة؟ ٢. ما هو حكم هذا السؤال وأمثاله من الأسئلة التي ربما يكون فيها جرءة على الدين هل هو مكروه؟ مباح؟ مستحب؟ جزاكم الله خيرا وأسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم مودة محمد وآل محمد في الدنيا وشفاعتهم في الآخرة بمحمد وعترته الطاهرة


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب سؤال جميل وهو ينبئ عن شيء من التدبر في كتاب الله تعالى وجوابا نقول لكم: اسمح لي اولا ان ابين لكم جوابا عاما ينفع هنا وفي موارد اخرى كثيرة قد نمر بها في تدبرنا وتاملنا والامر العام هو: اننا بعد ان اثبتنا وجود الخالق العظيم لهذا الكون وانه إله واحد لا شريك له ولا شبيه له وهو واحد احد فرد صمد يتصف بكل صفات الكمال وان الله تعالى غني عن العالمين وكل شيء يحتاج إلى الله تعالى في ادق تفاصيل الوجود حتى هذه نسمات الهواء التي قد لا يشعر الانسان بعظيم الحاجة اليها فاننا نحتاجها ولا يمكن ان نستغني عن نسمات الهواء وهذا وغيره ما لا يمكن احصاؤه او تصوره ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ))(سورة النحل، آية 18) فالانسان كله افتقار وحاجة ((يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ))(سورة فاطر، آية 15) فالله تعالى غني عن العالمين اذا اتضح هذا يتضح جليا ان كل ما شرعه الله تعالى وطلبه من عباده كالصلاة والصوم والحج والخمس والزكاة وغير ذلك وكل ما نهى عنه الله تعالى كالزنا والقتل وشرب الخمر والغيبة وغير ذلك كل هذا من الاوامر والنواهي انما هو لأجل مصلحة للناس او دفع مفسدة عنا ولا يمكن ان تكون هذه الامور لأجل حاجة الله تعالى فالله كما قلنا غني عن كل خلقه وكل شيء بيده ((وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ))(سورة الحجر، آية 21) وعليه فان الله تعالى اذا امرنا بالزكاة او الخمس انما هو لأجل مصلحتنا نحن وليس هذه الاموال لله يجعلها عنده بل هي لاجلنا نحن فانه من الواضح ان الناس فيهم من لا يقدر على تحصيل معيشته او لا يكفيه ما امكن تحصيله فاراد الله رحمة بعباده ان ينال هؤلاء الفقراء ما يعينهم في حياتهم وهذا باخذ بعض المال من الاغنياء وهؤلاء الاغنياء انما حصلوا على هذا المال بما انعم الله عليهم من القوة البدنية والقوة العقلية فاستطاعوا ان يجمعوا هذه الاموال ولو كان عاجزا ومشلولا او كان قليل القل وبليدا لما وصل إلى كل هذا المال فياخذ منهم بعض المال ويعطيه لهؤلاء الفقراء فالحقيقة ان هذا كله لأجل تنظيم الحياة والا كيف يمكن ان نتصور الحياة وبعض الناس لا يجدون ما ياكلونه هم وعيالهم ان امثال هكذا حالات سوف تؤدي إلى تمرد الفقراء وانفجارهم على الاغنيا وبهذا ستنتشر السرقات والجرائم وضياع المجتمع لانهم لم يعملوا بالنظام الالهي الاقتصادي فهذا العطاء كله لأجل بني الانسان وتنظيم احوالهم. (انتهى الجواب العام). الجواب الخاص: ان قوله تعالى : ((قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏…))(سورة الشورى، آية 23) ناظر إلى النبي صلى الله عليه واله اي ان النبي يقول لا اطلب منكم اجرا على ما قدمته من العناء والتعب في ايصال دين الله تعالى لكم فالنبي لا يريد اجرا منا نعم هو طلب منا شيئا وهو المودة في القربى والجميل ان المودة في القربى ليس نفعه للنبي (صلى الله عليه واله) بل نفعه لنا نحن فان المودة لهم عليهم.السلام تعني انا سنتعرف إلى الله عن طريقهم وسنعرف تفاصيل ديننا وبيان القران من هؤلاء لان هؤلاء هم المطهرون و ((إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) فهم من يمس القران الكريم فـ ((لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ)) فما ساله النبي (صلى الله عليه واله) انما ساله لنا وليس له و ((قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ)). فاتضح من كل هذا ان كل هذا هو لهذا الانسان فكم يحبه الله تعالى وكلم اراد له السعادة في الدنيا والاخرة وكم ارسل له من الانبياء وكم جعل لهم أئمة يهدونهم إلى الحق ويبينوا لهم ما فيه نجاتهم وكم اعد لنا من النعيم ونحن عنه غافلون وعن شكره مقصرون. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1