تفسير قدرة الله على الشر والشيطان
ان كان الرب يتحكم بالشيطان فهو متواطئ حاشاه مع الشيطان وان لم يتحكم بالشيطان فاذا هو غير قادر على كل شيئ حاشاه . ماهو الجواب على هكذا سؤال جزاكم الله خيرا
أهلا وسهلا بكم في تطبيق المجيب أولا: إن إبليس من الجنّ، والجنّ مكلفون كما أنّ البشر مكلفون، والقانون الذي يحكم البشر في الدنيا أنّ الله تعالى جعل الدنيا دار العمل والاختبار والامتحان، فمن يعمل الشرّ لا يعجل الله له العقوبة، بل يؤخره إلى يوم الحساب، حتى يأخذ فرصته من العمل باختياره، قال تعالى: { وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللَّـهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَ لكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ } ( النحل: ٦١ )، وقال تعالى: { وَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ } ( إبراهيم: ٤٢ ). وحكم الجنّ، ومنهم إبليس، هو حكم البشر في الإمهال الالهي لهم. ثانياً: إنّ وجود الشيطان في حياة البشر يتمّ به الاختبار الإلهي للناس، فلو كانت الطاعات تنجز بسهولة، وكان المعاصي يسهل الاجتناب عنها، لما حصل فيها ابتلاء واختبار، ولتساوى الأولياء الصالحين مع الكفار والفاسقين. فالله تعالى قادر على إهلاك إبليس، لكن سنته تعالى المبنية على حكمة وعلم تقتضي وجود إبليس في هذا العالم. ولابد أنّ الشيطان وصف عام يتصف به الإنس والجن وكل من تنطبق عليه صفات الشيطان التي ذكرها القرآن الكريم من الإضلال لعباد الله وتزيين والمعاصي وإيحاء زخرف القول والغرور وإلقاء العداوة والبغضاء فهو شيطان سواء كان إنسان أو جنّ، وأما إبليس فهو إسم للشيطان الذي لم يسجد لآدم وأخرجه من الجنة، قال تعالى { وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَ ما يَفْتَرُونَ } ( الأنعام: ١١٢ ).