تحليل خروج عائشة في سياق الفتنة الكبرى

وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ولدي العزيز، إن الثابت تأريخياً كون عائشة هي التي حرضت الناس على قتل عثمان بن عفان، واصدرت فتوى بقتله بعد نعته بـ "نعثل اليهودي"، وقالت: "اقتلوا نعثلاً فقد كفر" تعني عثمان. وممن ذكر ذلك في مصادر السنة: - النهاية لابن الأثير الجزري الشافعي، ج٥، ص٨٠. - تاج العروس للزبيدي، ج٨، ص١٤١. - لسان العرب، ج١٤، ص١٩٣. - شرح النهج للمعتزلي، ج٢، ص٧٧. ونعثل، هو رجل يهودي كان يعيش في المدينة طويل اللحية. وورد أن حفصة وعائشة قالتا لعثمان: ان3 رسول الله (صلى الله عليه وآله) سمّاك نعثلاً تشبيها بنعثل اليهودي. وممن ذكر ذلك: - كتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي، ج٣، ص٣٠. وقيل أن نعثلاً هو الشيخ الأحمق، وهو رجل من أهل مصر كان يشبه عثمان (راجع لسان العرب، ج١١، ص٦٧٠). وذكر أبو مخنف في " كتاب الجمل ": أن علياً (عليه السلام) خطب لما سار الزبير وطلحة من مكة، ومعهما عائشة يريدون البصرة، فقال: «أيها الناس، إن عائشة سارت إلى البصرة، ومعها طلحة والزبير، وكل منهما يرى الأمر له دون صاحبه، أما طلحة فابن عمها، وأما الزبير فختنها، والله لو ظفروا بما أرادوا - ولن ينالوا ذلك أبداً - ليضربن أحدهما عنق صاحبه بعد تنازع منهما شديد. والله إن راكبة الجمل الأحمر ما تقطع عقبة ولا تحل عقدة إلا في معصية الله وسخطه، حتى تورد نفسها ومن معها موارد الهلكة ... المزید». (شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج١، ص٢٣٣). وقد حذّر الله سبحانه قبل هذا نساء النبي (صلى الله عليه وآله) من الخروج من بيوتهنّ وامّرهنّ بالاقرار فيها، كما جاء في قوله تعالى من سورة الأحزاب: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ... (٣٣)﴾. فما حكم من خرجت من بيتها ومدينتها بل وكل بلادها وذهبت إلى بلاد أخرى تبعد عنها آلاف الأميال واشعلت كل هذه الفتنة التي يراها البعض بداية لفتن صفين والنهروان وثم تولي معاوية على رقاب المسلمين، ثم واقعة كربلاء، بسبب الفتن التي اشعلها الاوائل بوجه الخلافة العلوية؟!! وحذر النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) نساءه، كما فيما رواه مسلم في صحيحه في باب الفتنة من المشرق، ج٢، ص(٥٦٠): خرج رسول الله من بيت عائشة، فقال: «رأس الكفر من ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان». وجاء في صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، ج٤، ص(٤٦): قول النبي (صلى الله عليه وآله) مشيراً الى مسكن عائشة: «ها هنا الفتنة، هاهنا الفتنة، هاهنا الفتنة، حيث يطلع قرن الشيطان». ودمتم موفقين.