logo-img
السیاسات و الشروط
Maryam alali ( 20 سنة ) - العراق
منذ 8 أشهر

شلون اتعامل مع زوجه ابوي دا تخلي ابوي يضربني

شلون اتعامل مع مرت ابوي دا تاذيني، وتخلي ابوي يضربني واني هسه مريضه ومتاذيه، حاولت بشتى الطرق اتقرب منها او من ابوي لكن بدون جدوى وهسه اريد حل؟


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة ابنتي الكريمة؛ واقعاً يؤسفنا ما أنتم عليه، ونسأل الله أن يفرج عنكم فرجاً عاجلاً غير آجل. ابنتي، تعاملي مع الآخرين من منطلق دينكِ وإيمانكِ وما أرشدكِ إليه الله تعالى في كتابه الكريم وكذلك تعاليم رسول الله واهل بيته الطاهرين (صلوات اللّٰه وسلامه عليه وعليهم أجمعين)، فالمؤمن الحقيقي يكون عمله وسلوكه منبعثاً مما تمليه عليه الشريعة المقدسة وأحكامها، وهي بدورها تعلمنا كيف نتعامل مع الآخرين المحسن منهم والمسيء، القريب والبعيد، والعدو والصديق، فالدين هو المعاملة، أي أن تعامل الإنسان مع غيره كاشف عن حقيقة دينه وثباته واستقامته. ابنتي، يبتلى المؤمن ببلاء ليكون محطة اختبار وامتحان له، أو رفع منزلة ودرجة، وحتى إن البلاء لا يفارق الإنسان المؤمن بحال من الأحوال، وقد ذكر القرآن الكريم بالكثير من القصص التي تروي ابتلاءات الانبياء والصالحين، وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): «لا تكون مؤمناً حتى تعد البلاء نعمة والرخاء محنة، لأن بلاء الدنيا نعمة في الآخرة، ورخاء الدنيا محنة في الآخرة». وعن (صلى الله عليه وآله): «إن الله ليتعهد عبده المؤمن بأنواع البلاء كما يتعهد أهل البيت سيدهم بطرف الطعام» وروي عن الإمام علي (عليه السلام): «إذا رأيت ربك يوالي عليك البلاء فاشكره، وإذا رأيت ربك يتابع عليك النعم فاحذره». وقد يبتلى المؤمن بسوء معاملة الأبوين أو أحدهما، فعليه هنا أن يكون أكثر حكمة في التعامل مع هذا النوع من الابتلاء، فمن جهة هو يعاملني بقسوة وشدة، ومن جهة أخرى فإن الله تعالى أمرني بالبر به والاحسان إليه. والمؤمن الحقيقي يتحرى رضا الله تعالى، وعدم الوقوع في معصيته وسخطه، فقد أمرنا بعد عبوديته أن نحسن إلى آباءنا وأمهاتنا فقال تعالى: ﴿وَقَضى‏ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً﴾ (الاسراء: ٢٣ - ٢٤). وجاء عن النبي الأكرم (صلى اللّٰه عليه وآله): «ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الاحسان». وعن الإمام الباقر (عليه السلام): «ثلاث لم يجعل الله (عزَّ وجلَّ) لأحد فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين». فالركيزة الأساسية في التعامل مع الوالدين تنطلق من مبدأ الاحسان إليهما والبر بهما وعدم الاساءة لهما. ثم أنه لابد أن تكون هناك أسباب لكي يعاملكِ أبوكِ بهذه الطريقة فهل سألتِ نفسكِ ما هي هذه الأسباب؟ ولماذا يعاملك هكذا أنتِ فقط من دون أخوتكِ؟ حاولي البحث - ابنتي - لعلكِ تجدين سبباً يجعله يعاملك هكذا، علماً أنه مهما تكن الأسباب والمبررات لديه فتعامله معكِ بهذه الطريقة غير مقبول شرعاً. حاولي أن تتقربي أنتِ منه، مثلاً: عندما يأتي الى البيت من العمل استقبليه بابتسامة وقبلي يده وقدمي له الماء. اهتمي أنتِ بثيابه وترتيبها وتنظيفها وكيها مثلاً. اجلسي معه وتحدثي إليه وعبري له عن حبك وشوقك إلى الحديث معه وقولي له أحب أن أخرج معك إلى مكان ما. في وقت العصر قدمي له قهوته أو ما يحب واجلسي بقربه. احرصي أن لا يرى منكِ إلا ما يحب. إذا كان يوم ميلاده فبادري أنتِ لاقامة تلك المناسبة وهيئي أجواء المنزل لاحياء تلك المناسبة. ولا تنسي - ابنتي - أن تتقربي إلى جميع من في البيت وتفرضي عليهم أن يحترموكِ ويحبوكِ بما في ذلك زوجة أبيكِ، من خلال حسن تعاملكِ مع الجميع واظهار محبتكِ لهم والسعي في تحقيق رضاهم. وعليكِ بالدعاء لله سبحانه وتعالى بالتوفيق والسداد والتوسل بأهل البيت (عليهم السلام) بالفرج وراحة البال في الدنيا والآخرة بحق النبي الكريم وآله الطيبين الطاهرين. ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.