وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب هذا المعنى وارد في العديد من الروايات وفي كتب السنّة والشيعة. والمعنى: أنّ الله تعالى هو يتّصف بكلّ صفات الكمال، ومنها الجمال؛ فإنّها تعني حسن الشيء سواء حسن شكله أم حسن أخلاقه، وهذه الصفة الحسنة يحبّها الله تعالى للعباد أيضاً، فيحبّ أن يكون العبد جميلاً ويقتدي بالله تعالى، فهي صفة محبوبة في الإنسان كما هي موجودة في خالقه، فالجمال وهو حسن الشيء وأمر مطلوب، والتجمّل وهو تحسين الشيء وفعل ما يصيّره جميلاً أيضاً. وقد أوضح الإمام الصادق (عليه السلام) طريقة التجمّل، فهي لا تعني التشبّه بالنساء، حيث إنّ تجمّل المرأة له طريقة، وتجمّل الرجل له طريقة مغايرة، فتجمّل كلّ واحد بحسبه. جاء عن الصادق (عليهم السلام): «إنّ الله يحبّ الجمال والتجمل، ويكره البؤس والتباؤس، فإنّ الله إذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أنْ يرى عليه أثرها» قيل: كيف ذلك؟ قال: «ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويجصص داره، ويكنس أفنيته، حتى أنّ السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق» (الأمالي للشيخ الطوسي، ص٢٧٥). إذن النظافة شكل من أشكال التجمّل، وترتيب المسكن كذلك شكل من أشكاله، وهذا المعنى مهمّ في جعل الإنسان يعيش حياة كريمة محترمة، خالية عن المنفّرات وما يحطّ من كرامة الإنسان. ودمتم في رعاية الله تعالى.