تحليل نصوص حول قتل الناصبي وموقف الأئمة
مارأيكم في هذه الرواية حول قتل الناصبي أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابن عميرة عن ابن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم أتقي عليك فان قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله؟ قال توه ما قدرت عليه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في رحاب المعرفة تطبيق المجيب… الرواية رواها الشيخ الصدوق في كتاب علل الشرائع عن أَبِيه رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَكَمِ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: ((قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا تَقُولُ فِي قَتْلِ اَلنَّاصِبِ قَالَ حَلاَلُ اَلدَّمِ لَكِنِّي أَتَّقِي عَلَيْكَ فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَقْلِبَ عَلَيْهِ حَائِطاً أَوْ تُغْرِقَهُ فِي مَاءٍ لِكَيْلاَ يُشْهَدَ بِهِ عَلَيْكَ فَافْعَلْ قُلْتُ فَمَا نَرَى فِي مَالِهِ قَالَ تَوِّهْ مَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ))، علل الشرایع للصدوق، ج ٢، ص ٦٠١. الشيخ الصدوق، وهو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ، وهو ثقة جليل. عن أبيه، وهو أبو الحسن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي، وهو ثقة جليل. عن سعد بن عبد الله، وهو أبو القاسم سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعريّ القمّي، ثقة. عن أحمد بن محمد، وهو أحمد بن محمد بن عيسى الأشعريّ، ثقة. عن علي بن الحكم وهو عليّ بن الحكم بن الزبير النخعي الكوفيّ، ثقة. عن سيف بن عميرة، وهو سيف بن عميرة النخعيّ الكوفيّ، ثقة. داوود بن فرقد، وهو داوود بن فرقد أبي يزيد الأسدي، ثقة. فالرواية معتبرة سنداً. وأمَّا مضمونها، فإنّه وردت عدّة روايات في حكم الناصبيّ، والناصبيّ غير السنّيّ، وقد ثبت في صحيح مسلم قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر قال قال علي ((والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق))، صحيح مسلم، ج 1، ص 86. وهكذا ورد هذا المعنى في روايات الشيعة، فقد جعل الله الإيمان في حبّ عليّ والنفاق في بغضه، بل النصب موقف معادٍ ومناهض لله تعالى ولرسوله الآمرين بمودّة القربى، وأمّا قتل من يناصب أهل البيت العداوة والبغضاء مع الإمكان، فهو حدّ كحدّ الردّة في الإسلام؛ انطلاقاً من حاكميّة الله ورسوله والمعصومين، وحفاظاً على البنية الإجتماعيّة وتجفيف منابع الانحراف والضلال، نظير ما تفعله الحكومات العالميّة، مع من يُتّهم بالخيانة العظمى للبلدان، أو من يهدّد الأمن القوميّ كإجراء وقائيّ، فحكم قتل الناصبيّ بل والكافر الذي يجوز قتله، له جانبان: جانب عقابيّ بمقتضى معاداتهم لله تعالى خالق الخلق ومالك الملك ولرسوله (ص)، وجانب وقائيّ لغرض تجفيف منابع الانحراف والفساد في الأرض. دمتم في رعاية الله تعالى.