وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الصحيح لدى التحقيق أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) كان له ابنة واحدة من صلبه هي فاطمة الزهراء (عليها السّلام) ، وأمّا زينب ورقيّة وأمّ كلثوم ، فلم تكن بنات النبيّ (صلّى الله عليه وآله) من صلبه ، بل ولا بنات خديجة (عليها السّلام) ، وإنّما هنّ بنات " هالة " أُخت خديجة ، لكنّ ربّتهنّ خديجة ، وتربين في حجر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فاشتهر أنّهنّ بنات النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ؛ لأنّ العرب بل جميع أهل العرف يطلقون اسم البنت على الربيبة التي تربّت في حجر الرجل .
وممّا يدلّ على أنّ فاطمة (عليها السّلام) هي البنت الوحيد لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) جعل صهره منحصراً في علي (عليه السّلام) ، كما تدلّ عليه بعض الروايات التي يرويها أهل السنّة ، وهي ما روي عن أبي الحمراء قال : قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله) : « ياعلي أُوتيت ثلاثاً ، لم يؤتهنّ أحد ولا أنا ، أوتيت صهراً مثلي ، ولم أوت أنا مثلي . وأوتيت صدّيقة مثل ابنتي ، ولم أوت مثلها [زوجة] . وأُوتيت الحسن والحسين من صلبك ، ولم أوت من صلبي مثلهما ، ولكنّكم منّي ، وأنا منكم » . (نظم درر السمطين للزرندي الحنفي : ص114) .
فلو كان عثمان أو أبو العاص قد تزوّجا بنات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لم يصحّ منه (صلّى الله عليه وآله) ذلك القول ، لا سيّما وإنّ هذا الكلام قد صدر منه بعد ولادة الحسنين (عليهما السّلام).
قال السيد جعفر مرتضى العاملي :
إننا قد أثبتنا في كتابينا: «بنات النبي أم ربائبه»، و «القول الصائب في إثبات الربائب»: أنه لم يكن للنبي صلى الله عليه وآله بنات غير السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وأن جميع إخوتها، وأخواتها، قد متن وماتوا في حال الصغر.. وأوردنا من الأدلة ما يكفي ويفي بالمطلوب.. ولا يتوقف إثبات ذلك على ما أوردته في خطبتها صلوات الله وسلامه عليها..
وحتى لو أمكن لأحد أن يثير بعض الاحتمالات، أو الشبهات، فإن ذلك لا يمنع ولا يدفع أثر تلك الأدلة في تأكيد الظن بعدم صحة نسبة بنات للنبي صلى الله عليه وآله قد كبرن، وتزوجن سوى الزهراء عليها السلام
للمزيد راجع كتاب "بنات النبيّ (ص) أم ربائبه " للسيّد جعفر مرتضى العاملي .