أسباب عدم معاقبة الرسول لعائشة بعد الاتهام بالزنا
السلام عليكم عندما اتهمت عائشة ماريا زوجة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالزنا هل عاقبها الرسول واذا لم يعاقبها باقامة الحد فلماذا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب إنّ حديث الإفك الذي ارتبط في التأريخ الإسلامي بآيات سورة النور من الآية ١١ إلى الآية ٢٦، وقد روى العامة أنّه في تنزيه عائشة، وروى الشيعة أنّه في تنزيه أم المؤمنين مارية القبطية، بعد اتهام عائشة إياها، وعلى كلتا الروايتين يرد إشكال عدم إقامة الحد عند حصول التهمة، وهذا إشكال أورده من يرفض ارتباط الآيات بالحادثتين، بل والتشكيك بكلتا الحادثتين، أو التردد في حصولها، كما ذهب إلى ذلك جملة من العلماء منهم العلامة الطباطبائي في ( الميزان في تفسير القرآن ، الطباطبائي، ج ١٥، ٩٨-١٠٨ ) والسيد هاشم معروف الحسني في ( سيرة المصطفى، الحسني ، ٤٧٢- ٥٠٠ ) والشيخ ناصر مكارم الشيرازي ( الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، الشيرازي، ج ١١، ٤٠- ٤٢ ). واحتمل العلامة الطباطبائي أنّ حدّ القذف قد نزل بعد حصول حادثة الإفك بزمن، وإن كان ترتيب الآيات ليس كذلك: ( و الذي ينبغي أن يقال بالنظر إلی إشكال الحدّ الوارد علی الصنفين من الروايات جميعا- كما عرفت- أنّ آيات الإفك نزلت قبل آية حد القذف، و لم يشرع بنزول آيات الإفك إلا براءة المقذوف مع عدم قيام الشهادة و تحريم القذف ). ( الميزان ، الطباطبائي ، ج١٥ ، ١٠٦ )