سلام عليكم انا شخص لا اصلي لاني انظر الى الصلاة غير مفروضة بانتفاء الفائدة مني لله وكذلك السبب بوجوبها على العبد مع انني شاكر حامد له ، وكذلك فضلا عن ان الله لا يحتاج عبادة احد فلم نعبده ، فاذا قلت متفضل علينا بالخلق وانا اخترت هذه الحياة فالخلق واجبه لانه خالق ، سؤالي هو هل خلقي من قبل الله ثابت لا يتغير اي واجبه ان يخلق وانا لا اعتبره تفضلا لانها صفة الله..ام خلقي تفضلا منه وبامكانه ان لا يخلقني ويرزقني ، وما السبب في خلقي ؟ اشرحولي فلسفة الخلق والنعمة فيها والغرض من الخلق ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
يرجى التأمل بالتالي كي تتعرف على جواب ما سألت عنه:
إنّ الإنسان منذ أن خُلق وعرف نفسه؛ فإنّه يسأل عن علّة وجوده وحكمة خلقه وفلسفة حياته، ومن ثمّ ما هو الهدف والغاية من خلقة هذا الكون العظيم الدقيق بكلّ ما فيه من ذرّاته،وإلى مجرّاته وحركة المجموعة الشمسيّة؟
وقد اختلف الجواب عن ذلك، فمن كان متوغّلا في الملاذّ والشهوات وتغلّبت عليه القوّة البهيميّة، وجذبته المادّة وزخارف العيش،يجيب عن السؤال:
بأنّه خُلقنا للأكل والشرب والتزوّد من الملذّات الدنيويّة، وأنّ السعيد من حاز على نصيب أوفر منها.
ومنهم من يجيب أنّه خُلقنا للشقاء، فإنّ الحياة كلّها شقاء ونصب وتعب، ومنهم من يقول: خُلِق بعضنا للسعادة والبعض الآخر للشقاء.
وقال بعضهم: خلق الله الخلق لأنّ الأمر أمره، والملك ملكه، ولا ينفعهم ولا يضرّهم، ولا لوجه يخرج به عن كونه عبثاً.
وقال آخر: خلق الله الخلق لإظهار قدرته وقوّته، فبعض الخلق للنار، وبعض للجنّة.
والرأي الصائب كما هو معتقد مدرسة اهل البيت(عليهم السلام):
إنّما خلق الله تعالى الأشياء من أجل الإنسان، قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ جَمِيعاً}، وخُلق الإنسان من أجل تكامله، فخلقنا لنتكامل ونتزوّد بالعلم والمعرفة والتقوى لنيل النعيم الأبدي، وليكون الإنسان خليفة الله في ظهور أسمائه الحسنى وصفاته العليا، فخلقنا من الرحمة الإلهيّة ونشأنا بالرحمة، ونرجع بالعلم والعبادة إلى رحمة الله تعالى،كما عليه الآيات الكريمة والروايات الشريفة، وزبدة المخاض أنّ فلسفة الحياة هي: التكامل.
لاشك أن الإنسان لو رجع إلى وجدانه لوجد أن الخلق والاخراج من حفنة التراب الذليل الذي يداس بالاقدام إلى أن يكون انساناً خليفة لله تعالى هي نعمة كبرى، بل أن الوجدان يشهد أكثر من ذلك فلو نظر الإنسان إلى نفسه وإلى الحيوان فإنّه يرى هذه النعمة الكبيرة التي أنعم الله تعالى بها عليه بأن لم يجعله من البهائم، بل عندما يري إنساناً من نوعه لكنه فاقد للعقل هنا يشعر الإنسان بعظمة النعمة، إذن هذه نعمة لاشك فيها هذا أولاً.
و ثانياً: إنّا لوعرفنا معنى العبادة وعرفنا الأهداف الأخرى التي أشار اليها القرآن الكريم لبيان الهدف من خلقة الإنسان لوصلنا الي النتيجة باقصر الطرق.
أما العبادة المذكورة في قوله تعالى" إلا ليعبدون" فتعني: أي ليتكاملوا في مذهب العبادة و ليبلغوا أعلى مقام للإنسانية في هذا المذهب، إذ الآية لا تشير أن الله خلق الإنسان ليصلي أو ليصوم أو ليحج حتي يأتي الاشكال، بل حتّى هذه هى من أجل تكامل نفس الإنسان والنوع الإنساني، وأن اللام في الآية ليست هي لام الأمر بمعنى الوجوب الفقهي بل هي ارشاد إلى طريق التكامل في مسيرة الإنسان؛ لأنّ العبادة في الحقيقة منهج لتربية الإنسان في الأبعاد المختلفة ... المزید العبادة بمعناها الشمولي التي هي التسليم لأمر اللّه ستهب روح الإنسان تكاملاً في الأبعاد المختلفة.
فالعبودية هي قمّة التكامل و أوج بلوغ الإنسان و اقترابه من اللّه سبحانه، وبعبارة أخرى: أنّ الأهداف تارة تكون أهدافاً أولية ابتدائية وأخرى متوسطة وأخرى نهائية، فإقامة الصلاة أو الصيام أو … قد نراها أهدافاً نهائية، لا أهدافاً أولياً ابتدائياً إلا أنّها بالتعمق والتامل نراها تنتهي إلى هدف نهائي ليس وراءه هدف أصلاً وهو التكامل وبلوغ التمام الذي شأنه أن يكون للإنسان.
إن الله تعالى خلقنا لا لنعبث ونلهوا في الحياة بل خلقنا لنتكامل من خلال السير وفقاً للنهج الذي رسمه لنا في الكتاب والسنة. من هنا تظهر لنا فائدة الصلاة التي تمثل عنصراً فاعلاً في تكامل الإنسان، وكذا سائر أحكام الله تعالى ومن الواضح أن مصير المتكاملين الجنة، بينما ترك العبادة وفعل المعصية ينتج عنه التسافل ومصير المتسافلين النار .
وفقكم الله تعالى لكل خير.