السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جاء في الروايات الشريفه الكثير منها في الحث على دعاء المؤمن بظهر الغيب لاخيه المؤمن وله ما له من الاثر والثواب الدنيوي والاخروي
فهل هذا يصدق على عندما شخص يدعو لمجموعه من المؤمنين ام يشترط ان يدعو فرد فرد باسمه حتى يصدق عليه انه دعا للمؤمن
مثلا عندما يدعو الشخص ويقول اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات او اللهم اغفر لوالدي وغيرها من الادعيه التي تشمل مجموعه من الناس هل يعتبر مصداق من مصاديق الدعاء للمؤمن ام يشترط ان يكون الدعاء لفرد فرد من المؤمنين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
ولدي العزيز، بارك الله تعالى فيك، وفي إيمانك هذا، من اللطيف أن نرى هكذا شباباً يسعى للدعاء إلى إخوانك في ظهر الغيب.
اعلم - ولدي - أن الدعاء بظهر الغيب للمؤمنين من الأمور التي ورد التأكيد عليها في الروايات الشريفة، وقد ثبت أن له آثارًا عظيمة من حيث القبول والثواب، سواء في الدنيا أو الآخرة.
أمّا بخصوص سؤالك: هل الدعاء للمؤمنين بصيغة الجمع يحقق مصداق الدعاء بظهر الغيب أم يشترط الدعاء لكل فرد باسمه؟
فالجواب: نعم، الروايات في فضل الدعاء للإخوان بظهر الغيب كثيرة جداً، فالدعاء بصيغة الجمع مثل قولك: (اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات) أو (اللهم اغفر لوالدي ولأهلي ولجيراني)، يعتبر من مصاديق الدعاء بظهر الغيب، ويشمله الأجر والثواب المذكور في الروايات.
وقد ورد في بعض الروايات أن الدعاء للمؤمنين عامة يستلزم دعاء الملائكة للإنسان بمثل ما دعا، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام)، في وصيته لحمراء بن أعين «…وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ لِإِخْوَانِكَ بِظَهْرِ اَلْغَيْبِ، فَإِنَّهُ يَهِيلُ اَلرِّزْقَ يَقُولُهَا ثَلاَثاً» (السرائر، ج٣، ص٦٣٧).
بل إنّ الدعاء للمؤمنين والمؤمنات بصيغة الجمع أوسع وأشمل، ويعبر عن الرحمة العامة وحب الخير للآخرين، وهي التجارة التي لن تبور ﴿يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ (فاطر: آية ٢٩)، أي لَن تَخسر، فيقول الله (عزّ وجلّ): ﴿لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾(فاطر: آية ٣٠)، وفضل الله ليس له نوع معين ولا حدّ ومحدود.
لذا، لا يشترط ذكر كل شخص باسمه، بل يكفي الدعاء العام للمؤمنين ليكون مشمولًا بالفضل والثواب، وهي سيرة أهل البيت أيضاً وطريقة السيدة الزهراء (عليها السلام)، فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام): «كانت فاطمة (عليها السلام) إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات، ولا تدعو لنفسها، فقيل لها، فقالت: الجار ثم الدار» (ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج٢، الصفحة٨٨٧).
وطريقة الصالحين الذين تعلمو من أهل البيت (عليهم السلام) وأصحاب الأئمة أيضاً، فقد كَانَ عِيسَى بْنُ أَعْيَنَ إِذَا حَجَّ فَصَارَ إِلَى اَلْمَوْقِفِ أَقْبَلَ عَلَى اَلدُّعَاءِ لِإِخْوَانِهِ حَتَّى يُفِيضَ اَلنَّاسُ فَقِيلَ لَهُ تُنْفِقُ مَالَكَ وَتُتْعِبُ بَدَنَكَ حَتَّى إِذَا صِرْتَ إِلَى اَلْمَوْضِعِ اَلَّذِي تُبَثُّ فِيهَا اَلْحَوَائِجُ إِلَى اَللَّهِ (عَزَّ وَجَلَّ) أَقْبَلْتَ عَلَى اَلدُّعَاءِ لِإِخْوَانِكَ وَتَرَكْتَ نَفْسَكَ فَقَالَ: إِنِّي عَلَى يَقِينٍ مِنْ دُعَاءِ اَلْمَلَكِ لِي وَفِي شَكٍّ مِنَ اَلدُّعَاءِ لِنَفْسِي. (الإختصاص، ج١، ص٦٨).
وإن كان التخصيص لشخص معين قد يكون أدعى لاستجابة الدعاء له، ومن جهة شدة الدعاء والتوجه الخاص، وهو أيضاً ما دعى إليه أهل البيت (عليهم السلام) فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): «أَسْرَعُ اَلدُّعَاءِ نُجْحاً لِلْإِجَابَةِ دُعَاءُ اَلْأَخِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ اَلْغَيْبِ يَبْدَأُ بِالدُّعَاءِ لِأَخِيهِ، فَيَقُولُ لَهُ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ آمِينَ ولك مِثْلاَهُ» (الکافي، الشيخ الكليني، ج٢، ص٥٠٧).
فلا إشكال في الدعاء بصيغة الجمع فهو أكثر ثوابا وفضلاً عند الله تعالى.
ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.