logo-img
السیاسات و الشروط
( 18 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الغاية تبرر الوسيلة

السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته ما هو رأيكم في العبارة المشهورة(الغاية تبرر الوسيلة ) وهل لها أثر عقائدي؟ وشكرا


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب هذه العبارة لايمكن ان تكون منهجا للمؤمن في حياته بل الغاية لا تبرر الوسيلة والمعيار الصحيح الذي يتحرك عليه المؤمن هو الالتزام باوامر الله تعالى ونواهيه نعم في بعض موارد التزاحم قد يضطر الانسان لضيق القدرة ان يرتكب محرما لأجل واجب اهم منه كما لو ارت ان انقذ غريقا ويلزم التصرف بارض الغير بلا اذنه وليس يقدر على الانقاذ الا ان يمر بهذه الارض فهنا يقدم الواجب وهو انقاذ الغير على المحرم وهذه الموارد خاصة قيما اذا توجه تكليف ولزم منه المحرم وكان الوجوب اهم من المحرم وللفقهاء كلام طويل فيما يخص بحث التزاحم. وهذا لا يعمي اقرار مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وانما هذا لأجل الاهم ملاكا واهم مصلحة وهو ناتج من ضيق قدرة المكلف لا انه يمكن للانسان ان ينال اي مصلحة ولو لم تكن ملزمة حتى لو لزم ارتكاب محرم كمن يريد ان يتصدق على الف فقير ولكن عن طريق السرقة من اموال الناس ويقول الغاية هو خدمة الفقراء وهذا يبرر ان اسرق لاجلهم فهذا منطق لا يمكن قبوله وسيرة النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) واهل البيت (عليهم السلام) على خلاف ذلك وامير المؤمنين (عليه السلام) يقول : (وَاللهِ مَا مُعَاوِيَةُ بِأَدْهَى مِنِّي، وَلكِنَّهُ يَغْدِرُ وَيَفْجُرُ، وَلَوْلاَ كَرَاهِيَةُ الْغَدْرِ لَكُنْتُ مِنْ أَدْهَى النَّاسِ، وَلَكِنْ كُلُّ غَدْرَة فَجْرَةٌ، وَكُلُّ فَجْرَة كَفْرَةٌ، وَلِكُلِّ غَادِر لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فلو اراد ان ينتصر -مع انه انتصر- كان يقدر ان يستعمل دهاءه حتى لو لزم الغدر والخيانة في سبيل ان ينتصر ويقضي على الجميع ولكنه ابى ان يسير في طريق المعصية لأجل تحصيل هذه الامور. وغيرها من المواقف الكثيرة عنهم (عليهم السلام) اما اثرها العقائدي فان هذه المقولة هي في مقام الاعمال لا العقيدة نعم قد تلقي بظلالها على العقيدة من جهة الاخلال بالعدل او العصمة وهذا سالب بانتفاء موضوعه فلا نلتزم به حتى يمكن التاثير. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1