السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ولدي العزيز، وفقكم الله تعالى لكل خير وبركة.
لم أقف على هكذا متن في الجوامع الروائية المعتبرة المتوفرة بين أيدينا.
ولعلها مقولة أخلاقية من اساتذة الأخلاق. ومعناها: لا ينبغي لذي الأخلاق أن يتعامل مع النّاس بسوء أخلاقهم وقبيح الفاظهم - أي بالمثل - فهذا الفعل كاشف عن عدم الفرق بين الخلوق وبين غير الخلوق الذي يتعاملون بسوء الخلق مع النّاس!
فالإنسان الذي يريد أن يتحلى بالفضائل ويكون ذو أخلاق عالية، ينبغي له أن يتعامل مع الناس بحسن الأخلاق، ويبصر على ما يصدر منهم من سوء الأدب.
مثلاً: كَظْم الغَيْظ، فهو خلق عظيم من مكارم الأخلاق، ويؤدي لثمرة عظيمة في حياة الناس والتحامهم وتآلفهم وانخراطهم في أعمالهم وبين بعضهم في مجتمعاتهم وأسرهم، بشكل إيجابي ودون كثير مشكلات أو معوقات.
ورد عن يحيى بن الحسين بن جعفر عن شيخ من أهل اليمن قال: سمعت عبد الرزاق يقول: جعلت جارية لعلي بن الحسين (عليهما السلام) تسكب الماء عليه وهو يتوضأ للصلاة، فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه فرفع علي بن الحسين (عليه السلام) رأسه إليها فقالت الجارية: إن الله (عزَّ وجلَّ) يقول: ﴿والكاظمين الغيظ﴾ فقال لها: «قد كظمت غيظي»، قالت: ﴿والعافين عن الناس﴾ قال لها: «قد عفى الله عنك»، قالت: ﴿والله يحب المحسنين﴾ قال: «اذهبي فأنت حرة»(١).
وورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كان بالمدينة رجل بطال يضحك الناس منه فقال: قد أعياني هذا الرجل أن أضحكه، يعني علي بن الحسين قال: فمر علي (عليه السلام) وخلفه موليان له قال: فجاء الرجل حتى انتزع رداءه من رقبته، ثم مضى، فلم يلتفت إليه علي (عليه السلام)، فاتبعوه وأخذوا الرداء منه فجاؤوا به فطرحوه عليه، فقال لهم: من هذا؟ فقالوا: هذا رجل بطال يضحك أهل المدينة، فقال: قولوا له: إن لله يوماً يخسر فيه المبطلون»(٢).
فسلوك التعامل بالمثل مع الناس على اطلاقه ليس صحيحاً؛ لأنّه ينتج علاقة تنازع وتخاصم، ولا بأس بمراجعة كتاب (سعادة الإنسان في كشف مكائد الشّيطان)، القسم الثاني، صفحة (١١٩)، تحت عنوان (التعامل بالمثل).
ودمتم موفقين.
______________________________
(١) بحار الأنوار: ٤٦ / ٦٨.
(٢) نفس المصدر .