السلا عليكم.. س١/في حديث للرسول سبعون ألفا من أمته يدخلون الجنه بغير حساب.وقال الرسول في صفاتهم انهم (لا يكتءون ولا يسترقون ولا يتطيرون ..الى آخره )فمثلا لو بحثنا عن أشخاص بهذه الصفات نجد عدد قليل ونادر جدا لا يتجاوزون سبعون ألفا فكيف الرسول يقول عنهم بهذا العدد الكبير هل تتوفر فيهم كل الصفات ام لا بعضها ؟
س٢/يوم القيامه كيف يعرف الناس انهم من الصابرون ويذهبون الى الجنه مباشره بغير حساب هل الملاءكه ينادون كل شخص باسمه بأنه من اهل الصبر ويقوم ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكَ الله عزيزي علي وتقبل أعمالكَ بأحسن القبول
سؤال جيد ، اسمح لنا ان نجيب على احد السؤالين حتى لا يطولَ جوابنا، وننتظر منكَ أن ترسل لنا السؤال الثاني في رسالةٍ جديدة.
جواب السؤال الأول:
لعلّ الحديث الذي تشيرون إليه هو الحديث المنقول في كتاب ( بحار الأنوار) للعلامة المجلسي (رضوان الله عليه)، وهذا نصه: (" الخوارزمي: عن الناصر للحق بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب فقال علي عليه السلام من هم يا رسول الله؟ قال: هم شيعتك يا علي وأنت امامهم")بحار الأنوار ، الجزء ٢٧، الصفحة ١٤٢.
وحسب ظاهر الحديث فإنّ هؤلاء السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب هم من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهذا المعنى ليس بغريب، فهناك روايات عديدة تفيد أنّ بعض المؤمنين يدخلون الجنة بلا حساب، ومنها ما ذكره الشيخ الكليني (رضوان الله عليه) في كتابه الكافي وهذا نصه:
("علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس (2) فيأتون باب الجنة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر، فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عز وجل: صدقوا، أدخلوهم الجنة وهو قول الله عز وجل: " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"). الكافي، الجزء الثاني، الصفحة ٧٥.
وأما في خصوص مقام الشيعة يوم القيامة فقد ذكر الشيخ الطوسي(رضوان الله تعالى عليه) في كتابه الأمالي ما هذا نصه:
(" عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَأَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : قَدْ أَتَاكُمْ أَخِي، ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَى اَلْكَعْبَةِ فَضَرَبَهَا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَ اَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ هَذَا وَ شِيعَتَهُ لَهُمُ اَلْفَائِزُونَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ أَوَّلُكُمْ إِيمَاناً مَعِي، وَ أَوْفَاكُمْ بِعَهْدِ اَللَّهِ، وَ أَقْوَمُكُمْ بِأَمْرِ اَللَّهِ، وَ أَعْدَلُكُمْ فِي اَلرَّعِيَّةِ، وَ أَقْسَمُكُمْ بِالسَّوِيَّةِ، وَ أَعْظَمُكُمْ عِنْدَ اَللَّهِ مَزِيَّةً، قَالَ: فَنَزَلَتْ «إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ» ") الأمالي، الصفحة 251.
إذن من خلال ما تقدم يتضحُ أنّ مقامَ الشيعة مقامٌ عزيزٌ وعالٍ عند الله عزّ وجل، وأما استغرابكم من الرقم المذكور في الرواية لعله ليس في محله عزيزي.
فإنّ هذا الاستغراب يتم بعد أن تتبعوا الشيعة الخُلّص من زمَن أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى يوم القيامة حتى يصح منكم هذا الاستغراب.
فهل من المعقول أنّه من زمان أميرِ المؤمنين (عليه السلام) إلى يوم القيامة لا يكون هناك سبعون ألف من الشيعة الخُلَّص؟!.
دمتم في رعاية الله