السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رغم فعلي الخير بأغلب الأوقات بفضل الله تعالى حتى الناس المقربين ينظرون لي بنظرة اني مؤمن وملتزم دينياً بسبب الاصرار على فعل الخير وقضاء الحوائج، لكني غير مرتاح لأني غير ملتزم بصلاتي حاولت بشتى الطرق أن أكون على إستمرار دائما لكن عندما اتعب أو يصيبني الإرهاق والنعاس اتهاون فيها. قراءة الأحاديث ومصير من يتهاون بالصلاة ، العمر يمر والان أنا خائف أن أموت ولم أودي واجبي إتجاه الله بخصوص الصلاة ، فارجوا منكم اعطائي حل مفصل والدعاء لي بالاستمرار بصلاتي.
وفقكم الله
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
ولدي الكريم، الصلاة هي عمود الدين، وهي الرابط اليومي بين العبد وربه، لذا من المهم أن نحرص على أدائها بانتظام.
وعليك بالأمور التالية:
أولاً: حاول أن تجعل الصلاة جزءًا من روتينك اليومي، مثل تناول الطعام أو النوم.
ويمكنك ضبط منبهات لتذكيرك بأوقات الصلاة، وخصص مكانًا هادئًا في منزلك للصلاة لتشعر بالسكينة والراحة.
ثانيًا: حاول أن تقرأ عن فضل الصلاة وأهميتها في حياتنا، وكيف أنها تفتح لنا أبواب الرحمة والبركة.
إن قراءة الأحاديث والآيات القرآنية التي تتحدث عن الصلاة قد تزيد من حماسك والتزامك.
عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم وأحب ذلك إلى الله عز وجل ما هو؟ فقال: «ما أعلم شيئاً بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة، ألا ترى أن العبد الصالح عيسى ابن مريم (عليه السلام) قال: ﴿وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا﴾»(١).
وعن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «أحب الأعمال إلى الله (عزَّ وجلَّ) الصلاة وهي آخر وصايا الأنبياء (عليهم السلام)، فما أحسن الرجل يغتسل أو يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يتنحى حيث لا يراه أنيس فيشرف عليه وهو راكع أو ساجد إن العبد إذا سجد فأطال السجود نادى إبليس: يا ويلاه أطاع وعصيت وسجد وأبيت»(٢).
وعن يزيد بن خليفة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إذا قام المصلى إلى الصلاة نزلت عليه الرحمة من أعنان السماء إلى أعنان الأرض وحفت به الملائكة وناداه ملك: لو يعلم هذا المصلي ما في الصلاة ما انفتل»(٣).
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا قام العبد المؤمن في صلاته نظر الله إليه - أو قال:
أقبل الله عليه - حتى ينصرف وأظلته الرحمة من فوق رأسه إلى أفق السماء والملائكة تحفه من حوله إلى أفق السماء وكل الله به ملكا قائما على رأسه يقول له: أيها المصلي لو تعلم من ينظر إليك ومن تناجي ما التفت ولا زلت من موضعك أبداً»(٤).
ثالثًا: إذا شعرت بالتعب أو النعاس، حاول أن تأخذ قسطًا من الراحة قبل الصلاة، أو قم بتأديتها في أول وقتها لتجنب التأجيل.
وتذكر أن الصلاة لا تستغرق وقتًا طويلاً، ولكنها تمنحك راحة نفسية وروحية كبيرة.
رابعًا: حاول أن تصلي مع جماعة في المسجد إذا كان ذلك ممكنًا، فالصلاة في جماعة تزيد من الأجر وتساعدك على الالتزام.
أخيرًا، ادعُ الله بصدق وإخلاص أن يعينك على أداء الصلاة بانتظام، واطلب من المقربين منك أن يدعوا لك أيضًا.
أسأل الله أن يوفقك ويعينك على الالتزام بالصلاة، وأن يجعلها نورًا في حياتك. ولا تنسَ أن تدعو لنا أيضًا.
وفقك الله لكل خير.
__________________________________
(١) الكافي، الشيخ الكليني، ج٣، الصفحة ٢٦٤
(٢) المصدر السابق نفسه.
(٣) المصدر السابق نفسه، الصفحة ٢٦٥
(٤) المصدر السابق نفسه.