logo-img
السیاسات و الشروط
( 19 سنة ) - العراق
منذ 9 أشهر

استراتيجيات للتعامل مع كلام الأهل الجارح

السلام عليكم مرات بالبيت اهلي يأذوني بكلامهم رغم انا مامسويه الهم شي يجرحني كلامهم كلش واسوي نفسي مااسمعهم بس مرات اختنگ شلون اصرف وياهم واذا صارحتهم بالزايد يزيدون


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، أهلاً بكِ وأقدر مشاعركِ وما تمرين به، فإن التعامل مع الكلام الجارح من الأهل قد يكون صعبًا. إذا كان ذلك من الوالدين، فمن المهم أن ندرك أن العلاقة معهما لها مكانة خاصة عند الباري سبحانه وتعالى، حيث قال في محكم كتابه العزيز: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ * وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ﴾ (الأحقاف: ١٥-١٨). حيث أوصى الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين والإحسان إليهما حتى في حالة الخلاف، وأما الصمت والقطيعة ليست الحل بل هي من الذنوب الكبائر في مثل هذه المواقف، بل يجب السعي للتفاهم والمصالحة. فإذا كان هناك خلاف أو موقف مؤلم، فمن الأفضل محاولة التحدث مع والديكِ بهدوء وشرح مشاعركِ وما سبب لكِ من ألم. وتذكري - ابنتي - أن الصبر والتسامح هما من القيم المهمة التي يجب أن نتحلى بها، وخاصة مع الوالدين؛ لكي يرضا الله سبحانه وأهل بيته (عليهم السلام) وهذا الرضا هو السبب للتوفيق في الدنيا والآخرة. وهناك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدكِ في حل هذا الإشكال إن شاء اللّٰه تعالى: أولاً: حاولي أن تفهمي السبب وراء كلامهم، فقد يكون هناك ضغوطات أو مشاكل يمرون بها تجعلهم يتصرفون بهذه الطريقة. ثانيًا: تحدثي معهم بهدوء في وقت مناسب، وأخبريهم كيف يؤثر كلامهم عليكِ، فأختاري كلماتكِ بعناية وركزي على مشاعركِ بدلاً من لومهم. ثالثًا: إذا لم يكن الحديث المباشر مجديًا، فيمكنكِ اللجوء إلى كتابة رسالة تعبرين فيها عن مشاعركِ وتتركيها لهم ليقرأوها في وقتهم الخاص. رابعًا: أوجدي طرقًا لتخفيف الضغط عن نفسكِ، وأفضل الطرق هب قراءة القرآن الكريم والأدعية الواردة عن أهل بيت الرحمة (عليهم السلام) والمداومة على زيارتهم ولو بقراءة الزيارة لهم (عليهم السلام) من بعيد. وأخيرًا، تذكري - ابنتي - أن تحافظي على الود للوالدين والإخوان فإنه فيه التوفيق في الدنيا والآخرة، ونسأل المولى سبحانه وتعالى أن يهديكِ وأهلكِ إلى كل خير بحق النبي الكريم وآله (صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين). ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.