ما معنى قول الامام الكاظم في عيون اخبار الرضا (فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فألحدوني بها ولا ترفعوا قبري فوق أربع أصابع مفرجات ولا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به. فإن كل تربه لنا محرمه إلا تربه جدي الحسين بن علي عليهما السلام فإن، تعالى جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا )
1- رفع القبر؟
2- عدم اخذ تربته لانها محرمة الا تربة الحسين؟
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في رحاب تطبيق المجيب
روي في حديث أنّ الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: «… إِنَّ هَذَا اَلرِّجْسَ اَلسِّنْدِيَّ بْنَ شَاهَكَ سَيَزْعُمُ أَنَّهُ يَتَوَلَّى غُسْلِي وَدَفْنِي هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ أَبَداً فَإِذَا حُمِلْتُ إِلَى اَلْمَقْبَرَةِ اَلْمَعْرُوفَةِ بِمَقَابِرِ قُرَيْشٍ فَألْحَدُونِي بِهَا وَلاَ تَرْفَعُوا قَبْرِي فَوْقَ أَرْبَعِ أَصَابِعَ مُفَرَّجَاتٍ وَلاَ تَأْخُذُوا مِنْ تُرْبَتِي شَيْئاً لِتَتَبَرَّكُوا بِهِ فَإِنَّ كُلَّ تُرْبَةٍ لَنَا مُحَرَّمَةٌ إِلّا تُرْبَةَ جَدِّيَ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى جَعَلَهَا شِفَاءً لِشِيعَتِنَا وَأَوْلِيَائِنَا …» (عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج١، ص١٠٠).
١- رفع القبر يعني أنْ يكون قبره أعلى من سطح الأرض، أكثر من مقدار أربع أصابع متفرِّق بعضها عن البعض الآخر، فالإمام ينهى أنْ يُرفَع القبر بهذا المقدار، ونهي الإمام عن رفع قبره أكثر من مقدار الأربع أصابع؛ لأنّ رفع القبور وتعليتها مكروه، فرفعها وإنْ لم يكن محرّماً شرعاً لكن المعصوم يراعي المستحبّات ويتجنّب المكروهات.
وما ذكر خاصّ بالقبر نفسه وهو غير المشاهد والأضرحة، فبناء القبر شيء والبناء حول القبر وعليه شيء آخر، والمكروه هو البناء على نفس القبر، لا بناء مكان العبادة حول القبر بحيث يضمّ القبر، من دون اعتماد البناء على نفس القبر.
٢- ذكر الإمام أنَّ التبرّك بتراب القبور محرَّم حتَّى قبور أهل البيت (عليهم السلام)، باستثناء تراب قبر الحسين (عليه السلام)؛ فإنَّ له خصوصيَّة بحيث جعل الله تعالى في تراب قبر الحسين الشفاء للشيعة ومن يوالي أهل البيت (عليهم السلام)، فقد ورد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) يَقُولاَنِ: «إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى عَوَّضَ اَلْحُسَيْنَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مِنْ قَتْلِهِ أَنْ جَعَلَ اَلْإِمَامَةَ فِي ذُرِّيَّتِهِ، وَاَلشِّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ، وَإِجَابَةَ اَلدُّعَاءِ عِنْدَ قَبْرِهِ، وَلاَ تُعَدُّ أَيَّامُ زَائِرِيهِ جَائِياً وَرَاجِعاً مِنْ عُمُرِهِ». قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ: فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): هَذَا اَلْجَلاَلُ يُنَالُ بِالْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَمَا لَهُ فِي نَفْسِهِ؟ قَالَ: «إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى أَلْحَقَهُ بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَكَانَ مَعَهُ فِي دَرَجَتِهِ وَمَنْزِلَتِهِ، ثُمَّ تَلاَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ ﴿وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَ اِتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمٰانٍ أَلْحَقْنٰا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ» اَلْآيَةَ﴾» (الأمالي للشيخ الطوسيّ، ج١، ص٣١٧).
ودمتم في رعاية الله تعالى.