وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في رحاب تطبيق المجيب
ابنتي الكريمة، هناك عدَّة روايات في ذلك، منها:
١- أنَّها ثمرة الرطب:
أورد الشيخ الصدوق: …وَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): «لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ أَخَذَ بِيَدِي جَبْرَئِيلُ فَأَدْخَلَنِي اَلْجَنَّةَ فَنَاوَلَنِي مِنْ رُطَبِهَا فَأَكَلْتُهُ فَتَحَوَّلَ ذَلِكَ نُطْفَةً فِي صُلْبِي فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَى اَلْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَفَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ فَكُلَّمَا اِشْتَقْتُ إِلَى رَائِحَةِ اَلْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَائِحَةَ اِبْنَتِي فَاطِمَةَ» (الأمالي، للشيخ الصدوق، ج١، ص٤٦٠).
٢- أنَّها من التفَّاح:
كذلك عن الشيخ الصدوق: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِنَّكَ تَلْثَمُ فَاطِمَةَ وَتَلْتَزِمُهَا وَتُدْنِيهَا مِنْكَ وَتَفْعَلُ بِهَا مَا لاَ تَفْعَلُهُ بِأَحَدٍ مِنْ بَنَاتِكَ فَقَالَ: «إِنَّ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أَتَانِي بِتُفَّاحَةٍ مِنْ تُفَّاحِ اَلْجَنَّةِ فَأَكَلْتُهَا فَتَحَوَّلَتْ مَاءً فِي صُلْبِي ثُمَّ وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَأَنَا أَشَمُّ مِنْهَا رَائِحَةَ اَلْجَنَّةِ» (علل الشرايع للشيخ الصدوق، ج١، ص١٨٣).
٣- أنّها من السفرجل:
كما في بعض كتب العامَّة.
واختلاف نوعيَّة الثمرة التي أكلها النبيّ (صلى اللّٰه عليه وآله) في الروايات لعله لكونه (صلى اللّٰه عليه وآله) قد أُطْعِم من جميع ثمار الجنّة فتحوَّلت ماء في صلبه (صلى اللّٰه عليه وآله)، وولدت فاطمة (عليها السلام) وهذا المعنى يؤيُّده ما يُرْوَى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي (صلى الله عليه [وآله] وسلم) يكثر القبل لفاطمة فقالت له عائشة إنك تكثر تقبيل فاطمة فقال (صلى الله عليه [وآله] وسلم): «إن جبريل ليلة أسرى بي أدخلني الجنة فأطعمني من جميع ثمارها فصار ماء في صلبي فحملت خديجة بفاطمة فإذا اشتقت لتلك الثمار قبلت فاطمة فأصبت من رائحتها جميع تلك الثمار التي أكلتها» (ذخائر العقبى للطبريّ أحمد بن عبد الله، ص٣٦).
وهي صريحة في أنَّه أكل من جميع ثمار الجنة فما تذكر من أنواع هي تشخيص لبعض تلك الثمار لا تنافي في ذلك.
دمتم في رعاية الله تعالى.