حسين مسلم ( 18 سنة ) - العراق
منذ 4 أشهر

كتاب مواهب الرحمن للسيد السبزواري

السلام عليكم ما هو رأيكم في كتاب مواهب الرحمن في تفسير القرآن للسيد عبد الأعلى السبزواري؟ وبرأيكم أي فئة من أهل الاطلاع تنصحونه بقراءته؟ وهل تنصحون المبتدئ أم الباحث أو غيره بقراءته؟ وجزاكم الله خيراً.


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب ولدي العزيز، إنّ تفسير مواهب الرحمن من التفاسير المهمة ويرجع إليه أهل الاختصاص وأهل العلم، وهذا التفسير يعد من التفاسير الشاملة لجميع الآيات القرآنية، وجامعاً للأبحاث الأدبية واللغوية والبلاغية والفقهية والكلامية بعبارات سهلة صافية، وكلمات رائعة شيقة، جمع فيه المؤلف (رضوان الله تعالى عليه) بين المأثور وما اتفق عليه الجميع من التفسير. وقد افتتح السيد (رضوان الله عليه) تفسيره بمقدمة جميلة تعرض فيها لعدة مقدمات بيّن فيها الغاية من القرآن وهدفه وتحديد المخاطب بالقرآن وشمولية القرآن لكل الأشياء، وإمكان معرفة القرآن والتدبر فيه، وشروط فهمه وتفسيره ونبذة من أحاديث أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) في فضل القرآن والتدبر فيه ... المزید، ثم عرض لجملة من كتب التفسير، ثم وضح منهجه وأسلوبه في التفسير. ومما جاء في المقدمة تحت عنوان (غاية القرآن وهدفه) قال (رضوان الله عليه): "لا تخفى أهمية معرفة الهدف والغاية لكل أمر، وبالأخص القرآن الكريم، وبدونها لا يمكن أن يتعرف الإنسان على محتواه، وهذا أمر واضح لا لبس فيه، فكل من أراد أن يعرف غرض المتكلم ينبغي أن يعرف هدفه من الكلام؛ هل هو جاد في كلامه أم هازل؟ وهل هو بطلب الاسترسال في كلام، أم يتكلم حسب حاجة المستمع؟ وما إلى ذلك من الدواعي. القرآن الكريم بصريح الكلمة يبين الهدف من نزوله، فيقول: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة: ١٨٥). فهدف القرآن هداية للناس عامة، وللمؤمنين خاصة. ويعني بالناس جميعهم من غير أي تخصيص أو تقييد، فهو هداية للعالم والجاهل وللمرأة والرجل وللمؤمن وغيره من دون فرق أصلاً، إلا أنَّه بيِّنات من الهدى والفرقان للمتَّقين خاصة ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾. وذلك لأن المتقين هم الذين يهتدون بتقبلهم للهداية، لأن القرآن يتطلب من كان له قلب مهياً أو ألقى السمع وهو شهيد". وفي مقدمة أخرى حول المخاطب بالقرآن يقول (رضوان الله عليه): "من هو مخاطب القرآن؟ هل يخاطب الله الناس كبشر يمشون على الأرض أو أنه تعالى يخاطب نفوس الناس وليس أسماعهم؟ فالسمع إنما هو واسطة لنقل المفاهيم إلى القلب". فالتفسير يحظى بتقدير كبير، استخدمه العلماء والطلاب كمصدر لفهم النص القرآني وبيان عقائد التشيع. ودمتم في رعاية الله وحفظه.

2