التوازن بين البر ومقاطعة الفاسقين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، لا يجوز قطع صلة الرحم بأي حال من الأحوال، نعم من يصر على المعاصي من إخوانك فبعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يلتزموا بما أمرتم ونهيتم، فعليك بإظهار الكراهة لفعلهم، ولكن دون قطع صلة الرحم، وأما أمك فيجب عليك برها ومدارات مشاعرها بالتي هي أحسن، ‎فمقام الأم مقدَّس ومقام الأب عظيم، قال تعالى في سورة الإسراء: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣)﴾ وقيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله، ما حقّ الوالد؟ قال (صلى الله عليه وآله): «أن تُطيعه ما عاش» فقيل: ما حقُّ الوالدة؟ فقال (صلى الله عليه وآله): «هيهات هيهات، لو أنّه عدد رمل عالج، وقطر المطر أيّام الدنيا، قام بين يديها، ما عدل ذلك يوم حملته في بطنها». (مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج١٥، ص٢٠٣). ولدي، إن للوالدين مقاماً وشأناً يعجز الإنسان عن ادراكه، ومهما جهد القلم في إحصاء فضلهما فإنَّه يبقى قاصراً منحسراً عن تصوير جلالهما وحقّهما على الأبناء، وكيف لا يكون ذلك وهما سبب وجودهم، وعماد حياتهم وركن البقاء لهم. ومما ننصح به كذلك هو: البقاء على اظهار الكراهة حال المنكر، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وما يحقق صلة الرحم لأن قطعها من الكبائر. نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير بحق النبي الكريم وآله (صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين). ودمتم في رعاية الله وحفظه.