logo-img
السیاسات و الشروط
( 30 سنة ) - العراق
منذ 7 أشهر

انتشار ظاهرة سب الذات الإلهية

السلام عليكم انا معلم في احدى المدارس الابتدائية لاحظت انا وزملائي المعلمين انتشار ظاهرة سب الذات الآلهية والعياذ بالله من قبل بعض التلاميذ واخذت هذه الظاهرة بالانتشار اتخذنا الاجراءات القانونية بالارسال الى المرشد التربوي واستدعاء ولي الامر واخذ دروس لنصح والارشاد لكن دون جدوى بل تفاقمت الحالة الى التلفظ بألفاظ خادشة للحياة وسب المعلم وغيره من التصرفات اخر حل وصلنا له قمنا بتأديب التلاميذ بالضرب راشدي قدمت بحقنا شكوى وتم تبليغنا من قبل الاشراف التربوي بعدم الضرب حتى لو كفر التلميذ .ماالحل ؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً وسهلاً بكم بتطبيق المجيب ولدي العزيز، أشكر لك اهتمامك البالغ بهذا الأمر الخطير الذي يعكس مدى حرصك على تقويم سلوك الطلاب وتهذيبهم، فإن ظاهرة سب الذات الإلهية، والعياذ بالله، تستوجب منا وقفة جادة وتعاملاً واعياً، كونها من الكبائر التي تُغضب الله سبحانه وتعالى، وقد اجتهدتم في اتخاذ الإجراءات القانونية والتربوية، ولكن يبدو أن الأمور لم تتحسن كما ينبغي، بل تفاقمت إلى ألفاظ خادشة وسب المعلمين. إنني أقدر موقفكم وإخلاصكم في السعي لإصلاح هؤلاء الطلاب، وسأقدم لكم فيما يلي بعض الحلول التي قد تساعدكم في التعامل مع هذا التحدي الكبير إن شاء اللّٰه تعالى، وهي: ١. الحكم الشرعي لسب الذات الإلهية: وفقاً لمذهب أهل البيت (عليهم السلام)، يُعتبر سب الذات الإلهية من أعظم الكبائر، وهو أمر لا يمكن التساهل فيه، والواجب عليك هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع مراعاة مراتب النهي عن المنكر وتوفُّر شروطه. فإن لم يتأثروا، فالأحوط وجوباً إبراز الانزجار والكراهة من فعلهم. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من واجبات المسلمين جميعًا، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران: ١٠٤). فيجب أن يتم توجيه الطلاب وإرشادهم إلى خطورة هذا الفعل من الناحية الدينية والأخلاقية. ٢. عدم جواز استخدام الضرب: الضرب كأسلوب للتأديب لا يُعالج هذه المشكلة، بل قد يزيدها تفاقماً، وإن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) شددوا على أهمية التربية باللين والحكمة، وقد جاء في الحديث: «إن الله تعالى رفيق يحب الرفق». وفتوى سماحة السيد السيستاني (دام ظله) هي: "لا يجوز لغير ولي الطفل أو المأذون من قبله أن يضرب الطفل لتأديبه إذا ارتكب فعلاً محرماً أو تسبب في أذى للآخرين. نعم يجوز للولي وللمأذون من قبله أن يضرب الطفل للتأديب ضربًا خفيفًا غير مبرح، لا يؤدي إلى احمرار جلد الطفل، بشرط ألا يتجاوز ثلاث ضربات خفيفة على الأحوط وجوبًا، وذلك إذا توقف التأديب عليه، وأما إذا كان بالغًا، فلا يجوز ضربه مطلقًا على الأحوط وجوبًا". لذا يجب البحث عن وسائل تربوية أخرى أكثر تأثيراً. ٣. التوعية الدينية: من الضروري تعزيز الوعي الديني لدى الطلاب بطرق مبتكرة، ويمكن تخصيص حصص لتعليمهم العقيدة بطريقة مبسطة تناسب أعمارهم، وإدخالهم في أنشطة دينية واجتماعية تُعزز احترامهم للقيم الدينية، وتعليمهم عن الله سبحانه وتعالى وعن أهل البيت (عليهم السلام) سيزيد من حبهم للدين وتقديرهم لقيمه. ٤. العمل مع الأسرة: يجب أن يكون هناك تعاون قوي بين المدرسة والأسرة، وأحيانًا تكون هذه السلوكيات نتيجة لبيئة منزلية غير ملتزمة، ويمكن استخدام القانون، مثل فصل الطالب من الدوام لمدة ثلاثة أيام أو أسبوع، مع استدعاء أولياء الأمور وعقد جلسات إرشادية لهم حول أهمية التربية الدينية. وفي الختام، يجب الالتزام بالتوجيهات القانونية بعدم استخدام الضرب، ولكن في نفس الوقت، لابد من بذل جهد أكبر في التوعية والإرشاد الديني والتربوي، بالتعاون مع الأسرة والمجتمع، واستخدام جميع طرق القانون لمنع هذه الظاهرة والوصول إلى حل جذري لهذه المشكلة. أسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم في محاولاتكم لإصلاح هذه الظاهرة، وأن يهدينا جميعًا إلى الصراط المستقيم، ويجعل جهودكم في خدمة العلم والتعليم سببًا في نشر القيم الدينية والأخلاقية بين الطلاب، وفي ميزان حسناتكم إن شاء اللّٰه تعالى. ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.