وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، كان الله في عونكم، ونحن تقدر الوضع الذي أنتم فيه.
لكن اعلمي - ابنتي - أن الدنيا دار بلاء واختبار للمؤمن، فعليكم بالصبر والتعامل بحكمة مع المشاكل، قال تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾ (العنكبوب: ٢).
لهذا ننصح أمرين مهمين مضافاً إلى الصبر:
١- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء للخلاص مما أنتم فيه مقدمة بين يديه حين الدعاء النبي وآله (صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين) أن يقضي الله حاجتكم ويجيب دعوتكم ويخلصكم مما أنتم فيه.
٢ـ اللجوء للأسباب الطبيعية، فعليكم بمعرفة الأسباب التي تجعلها تتصرف معكم بهذا الأسلوب وتعالجوه بالطرق الصحيحة، فإن لم تجدي أسباباً فتجنبي الأصطدام بالكلام الغير مناسب معها ولا تسيء لها، وقد توجد لديها مشاكل مما يجعلها عصبية هكذا.
وتذكري أن للأم حقوق لا يصح تعديها حتى وإن أساءت بحق أبنتها ظلماً.
وقد جاء في الكتاب العزيز قوله تعالى: ﴿وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً﴾ (الاسراء: ٢٣).
وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) في وصيته لرجل: «ووالديك فأطعهما وبرهما حيين كانا أو ميتين، وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل، فإن ذلك من الإيمان».
نسأل اللّٰه تعالى أن يفرج عنكم فرجاً عاجلاً غير آجل، ويرزقكم راحة البال بالنبي وآله (صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين).
دمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.