السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي العزيزة؛ قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة: 90). ففي هذه الآية الكريمة أمرٌ إلهي صريح بالابتعاد عن الخمر وكل ما يتعلق بها، وبيان لكونها من رجس الشيطان، مع ربط اجتنابها بالفلاح في الدنيا والآخرة.
كما ورد عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حديث عظيم في بيان خطر الخمر وآثارها، حيث قال: "إن الله جعل للمعصية بيتًا، ثم جعل للبيت بابًا، ثم جعل للباب غلقًا، ثم جعل للغلق مفتاحًا، فمفتاح المعصية الخمر." (وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج 25، ص 314).
وهذا الحديث يوضح أن الخمر هي مدخل لكثير من المعاصي الأخرى، فهي بمثابة مفتاح للشرور والآثام.
نصيحتي لكِ يا ابنتي الكريمة:
1- تحلّي بالصبر والحكمة:
من الواضح أنّ زوجك يشعر بالندم ويريد التغيير، وربما إحساسه بالخوف من فقدانك هو بداية طيبة لتغيير سلوكه، فلا تقنطي من رحمة الله، فقد قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾ (الزمر: 53).
2- الاستعانة ببركات أحاديث أهل البيت (عليهم السلام):
يمكنك قراءة بعض أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) لزوجك، فإنّ أهل البيت نور يُهتدى به. أظهري له كيف كان أهل البيت يُحذّرون من شرب الخمر ويُعلّمون أتباعهم الطهارة النفسية، حتى يستشعر قبح المعصية في قلبه وليس خوفًا من اكتشافه فقط.
3- المداومة على الدعاء:
الدعاء عبادة عظيمة كما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "الدعاء مخ العبادة." ادعي الله بإخلاص أن يهدي قلب زوجك، وأن يثبته على الطاعة، واجعلي الدعاء جزءًا من حياتك اليومية، فالله قريب يجيب دعوة الداعِ إذا دعاه.
4- الإقناع بالعلاج النفسي:
حبّذا لو استطعت إقناعه بزيارة طبيب نفسي مختص في علاج الإدمان، إدمان الكحول مرض يحتاج إلى تدخل طبيب نفسي، خاصة إذا كان الشخص قد اعتاد عليه لفترة. الطبيب يساعده على تجاوز هذه المحنة بالعلاج النفسي والأدوية إذا لزم الأمر.
5- الحذر من أصدقاء السوء:
أخبريه بأن أحد أخطر الأسباب التي قد تُعيده إلى هذه العادة هو أصدقاء السوء، فهم كالسّرطان، لا يتركون الجسم إلا بعد أن يفسدوه. فقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.". نبّهيه إلى أن الصاحب ساحب"، بمعنى أن الصديق يجر صاحبه إلى طريقه، فليحرص على مصاحبة الصالحين والأتقياء الذين يُعينونه على طاعة الله. شجعيه على الانخراط مع صحبة صالحة، كحضور مجالس الذكر أو المشاركة في أنشطة اجتماعية مع أشخاص معروفين بالخير والصلاح.
6- عدم اليأس من الإصلاح:
فلا تيأسي، فكل إنسان معرض للخطأ، ولكن المهم هو التوبة النصوح. إستمري في دعمه وتوجيهه بلطف، وذكّريه برحمة الله التي تسع كل شيء، وأنه لا عيب في أن يخطئ الإنسان، لكن العيب هو الإصرار على الخطأ.
الخلاصة:
اجعلي كلام الله وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) زادًا لكِ في هذه الرحلة، فلا شيء يفتح القلوب مثل كلام الله وكلام أوليائه. اجتهدي في الدعاء له، وحاولي إقناعه بزيارة طبيب نفسي مختص، وذكّريه بأنّ الله يفرح بتوبة عبده، وأنه إذا أخلص النية لله فإن الله سيعينه ويثبته على طريق الهداية. وأخبريه أن الحذر من أصدقاء السوء أمر بالغ الأهمية، فالصديق إما أن يكون عونًا على الطاعة أو سببًا في الغواية، وعليه أن يختار صحبة الخير التي تدفعه إلى الصلاح.
الدعاء لكم بالتوفيق والسداد ودمتم سالمين.