⬅️ السؤال: السلام عليكم
1،لماذا عندما انظر لقبر او قبة او شباك مولاتي زينب (عليها السلام) ابكي لا اراديا حتى لو كان من شاشة التلفون؟
2،هل مولاتي زينب حقا لم تبك على مصائبها لان الامام الحسين ( عليه السلام)اوصاها (يا أُختي، أحلفك بالله عليك أن تحافظي على هذا الحلف، إذا قتلت فلا تشقّي علَيَّ الجيب، ولا تخمشي وجهك بأظفارك، ولا تنادي بالويل والثبور على شهادتي) كيف لأمرأة ان لا تبك و تندب على تلك المصائب هل حقا لم تذرف دمعه واحده على مصائبها؟كيف استقبلت هذه المصائب؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب.
قال تعالى في محكم كتابه العزيز:
{قُل لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (الشورى: 23).
جواب السؤال الأول:
هذه الحالة - أي البكاء عند النظر إلى قبر أو قبة أو شباك مولاتنا زينب (عليها السلام) - هي من آثار المحبة الصادقة والعاطفة الجياشة التي تربط المؤمنين بأهل البيت (عليهم السلام). وهي نعمة من الله تستحق الحمد والشكر، لأنها تعبر عن الإيمان والمودة لأهل البيت.
لكن مع ذلك، علينا أن لا نغتر بهذه المشاعر وحدها، بل نستثمر هذه المحبة في طاعة الله وطلب رضوانه، باتباع سيرتهم وأخلاقهم. فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: "يا جابر، أيكتفي من انتحل التشيّع أن يقول بحبنا أهل البيت؟ فوالله، ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه. وما كانوا يُعرفون يا جابر إلا بالتواضع، والتخشّع، والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم، والصلاة، والبرّ بالوالدين، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء."
جواب السؤال الثاني:
البكاء بشكل عام - خاصة على أهل البيت (عليهم السلام) - هو مستحب لأنه يعبر عن الولاء والمودة. إلا أن وصية الإمام الحسين (عليه السلام) لمولاته زينب (عليها السلام) كانت دعوة للتحلي بالصبر واليقين والثبات في مواجهة المصائب، لا منعاً للبكاء الطبيعي المشروع. إن مولاتنا زينب (عليها السلام) قد استقبلت هذه المصائب بعزيمة صلبة وإيمان قوي، وكانت نموذجاً للصبر والتوكل على الله. لكنها لم تكن بمعزل عن الحزن والبكاء المشروع؛ فدموعها كانت تنبع من وجدان إنساني رقيق، ولم يكن صبرها يعني قسوة القلب أو جمود العين، بل كان تجلياً للإيمان الكامل بحكمة الله وعدالته.
الدعاء لكم بالتوفيق والسداد ودمتم سالمين.