سلام عليكم اريد حل مشكلتي انا أعاني من الخوف أثناء الصلاة من الشيطان وهذا الخوف يأتيني بين فترة وفترة ف أضطر اني اصلي مع اهلي وأقرأ لقران وعندما اصلي معهم يذهب خوفي ولكن اذا بقيت لوحدي اخاف اني اصلي وأقرأ القرآن #علما اني حلمت حلم قبل سنة وتأثرت بهذا الحلم واصبحت اخاف رغم اني تعالجت منه ولكن الآن رجع لي
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، أولاً، نسأل الله لك السلامة والعافية من كل خوف وهم.
ولابد أن تعلمي - ابنتي - أن الأحلام ليست حجة شرعية، ولا يؤخذ بها، ولا يُرتب عليها الأثر إطلاقاً.
كما أن مشكلتك التي ذكرتها هي أمر قد يمر به الكثير من الناس، وهي حالة يمكن التغلب عليها بإذن الله مع التوجيه السليم والاعتماد على الله سبحانه وتعالى.
وسيكون الجواب وفق النقاط التالية وعلى النحو التالي:
أسباب الخوف أثناء الصلاة وقراءة القرآن
١. وسوسة الشيطان: الشيطان يسعى دائمًا لإبعاد الإنسان عن الطاعات، والصلاة وقراءة القرآن من أعظم القربات، ولذلك قد يحاول بث الخوف والقلق في قلبك. مع ذلك فقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ (النساء: ٧٦). فلابد من معرفة ذلك جيداً.
٢. الوحدة والخلوة: الشعور بالخوف عند الصلاة منفردًا قد يكون ناتجًا عن إحساسك بالوحدة، بينما تشعر بالأمان مع أهلك، وهذا الأمر سيذهب بصورة تدريجية بعد تعقل أنه لا يضر بنا أي شيء ما دام الله معنا.
طرق علاج الخوف أثناء الصلاة وقراءة القرآن
١. الإكثار من ذكر الله تعالى:
الذكر بشكل عام يطرد الشيطان، لقوله تعالى:
﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (فصلت: ٣٦).
كرري الاستعاذة بالله بقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" قبل الصلاة وخلالها عند شعورك بالخوف.
٢. المداومة على قراءة القرآن الكريم:
القرآن هو الحصن الحصين، كما قال الله تعالى:
﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا﴾ (الإسراء: ٤٥).
ومن أفضل السور التي تطرد الشيطان هي سورة البقرة، كما جاء في الحديث الشريف: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة».
٣. طلب العون من الله بالدعاء:
ادعي الله سبحانه وتعالى أن يزيل عنك الخوف، ومن الأدعية النافعة: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال".
ابنتي، الدعاء وطلب العون من الله، سيعينك على تجاوز هذا الخوف.
٤. التمسك بذكر أهل البيت (عليهم السلام) والاستعانة بهم:
جاء في الحديث عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام): «إن الشيطان إذا سمع مناديًا ينادي: يا محمد! يا علي! ذاب كما يذوب الرصاص»
(الكافي، الشيخ الكليني، ج٦، ص٢٠).
لذلك، الإكثار من ذكر أهل البيت (عليهم السلام) والاستماع إلى فضائلهم وخصوصا قول: "اللهم صلِّ على محمد وآل محمد"، يطرد الشيطان ويزيدك شعورًا بالسكينة والطمأنينة.
٥. المداومة على أدعية الصحيفة السجادية:
الصحيفة السجادية مليئة بالأدعية التي تجلب الطمأنينة والسكينة، خاصة دعاء الخوف، ومن المفيد قراءة هذه الأدعية والتأمل في معانيها.
٦. العبادة مع الأهل:
بما أنك تشعرين بالأمان عند الصلاة مع أهلك، فلا بأس أن تكثري من ذلك كي تكتسبي قوة القلب، وبعدها حاولي تدريجيًا أن تصلي بمفردك، ولو لفترات قصيرة، حتى تعتادي على ذلك.
نصائح إضافية:
حاولي عدم التفكير في الحلم القديم الذي أثر فيك، فالشيطان قد يستغل هذا الضعف ليبث الخوف فيك.
وتذكر دائمًا أن الشيطان لا يملك من القوة إلا الوسوسة، فهو لا يقدر أن يضرّك بشيء، فكوني قوية النفس بالله.
نسأل الله أن يعافيك من كل خوف، وأن يجعل قلبك مطمئنًا بذكره، وأن يملأ حياتك بالسكينة والاطمئنان بالنبي وآله (صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين).