السلام عليكم
الحمدلله عدنا لمنزلنا
كنت أريد أن اسأل عن مدى تقبل الله لعباده مثلا انا اريد ان لا ارتكب الحرام وأن التزم ببعض الأمور المستحبة فقط ولكن عندما قرأت جامع السعادات وقارنت ما اريد فعله بماهو في جامع السعادات اكتشفت ان النراقي لو كان حيا لكان سيحتقرني وسيعتبرني ناقصة وربما يشبهني ببعض الحيوانات فأنا أحب أن اخرج من المنزل وأن اشتري بعض الزينة لنفسي واحب شراء أدوات واحب أن اكل بعض الوجبات المعينة وغير هذا وهناك الكثير من الأمور المكروهة التي أقوم بها فهل سيحبني الله إذا كنت هكذا؟
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
ابنتي الكريمة، رزقكم الله التوفيق للسير على نهج أهل البيت (عليهم السلام) وفهم ما يُراد منكم من التكاليف الإلهية.
اعلمي - ابنتي - أن السير والسلوك نحو تكامل الإنسان ضمن مدارج الكمال، وعلى نهج أهل البيت (عليهم السلام) يتطلب كدحاً مستمراً وعملاً صالحاً وعزيمة وصبر، ولا ينتهي الجهاد للنفس والكدح لها بيوم وليلة، بل يبقى العبد حتى نهاية حياته هو تحت دائرة التكليف، ومع الكدح متكئاً على الصبر والارتباط بالله تعالى، وطالباً للعون من أهل البيت (عليهم السلام).
وعليه فهناك بعض الأمور ينبغي التنبه لها، وهي:
١- كل إنسان له تكليف معين وواجبات يلزمه أن يقوم بها، وهنا ينبغي أن يكون قيامه بالواجبات بمثل ما يُريده الله تعالى، بحيث يدرك تأثير الواجبات في نفسه.
٢- يجب على جميع المكلفين ترك المعاصي صغيرها وكبيرها، ويتوب مما صدر منه، ويجدد العبد توبته يومياً أو كلما صدر منه ذنب.
٣- التحلي بالخلق الحسن وترك الخلق السيء، والعمل على التخلص منه تدريجياً أو دفعياً حسب نوع الخلق.
٤- لا تحملوا على أنفسكم فوق ما تُطيقون، وليكن عملكم على النفس بلطف وعناية وتدريجياً حتى لا تنقهر النفس وتتقهقر إلى الوراء، وتعينوا أنفسكم على التغيير والتبدل.
٥- النقطة المهمة لكم هو ترك المعصية، والتعلم والتربية، والرجوع إلى شخصٍ من جنسكم لديه شيء من هذا القبيل كي ينفعكم ويعينكم في طريقكم.
٦- المولى المتعال محبٌ للجميع، وخصوصاً لمن يفكر فيه ويريده، ويجاهد نفسه، ولمن يذنب ويتوب ليرجع إليه، ومن يسعى لتغيير أخلاقه نحو الأحسن والأجمل والأفضل، ومن يدعوه ويتوسل إليه، بل ويكون حبه لمن يسعى ويسقط، ويقوم ويقع في طريق وصله والتقرب إليه.
يا مؤمنة، لا تيأسوا من حالكم فلا زال برعمكم فتي وباستطاعتكم أن تصنعوا المعجزات في بناء الذات والوصول إلى الكمال اللائق بكم، والوصل به سبحانه والكون مع أهل البيت (عليهم السلام).
نسأل اللّٰه تعالى أن يأخذ بأيديكم إلى ما فيه الخير والصلاح والتوفيق بالنبي وآله (صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين).
والحمد لله ذو الجلال والإكرام.