السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
ابنتي الكريمة، إنّ قبيلة "أسلم" من قبائل الأعراب التي تسكن البادية حول المدينة، ولم نجد في المصادر المعتبرة قضية طردهم من المدينة في حياة النبي (صلى الله عليه وآله)، لكن كان لهم موقف مساند لقضية السقيفة، فقد روى الشيخ المفيد في كتابه (الجمل):
"عن زايدة بن قدامة قال: كان جماعة من الأعراب قد دخلوا المدينة ليتماروا منها - أي: لتأخذ الطعام من المدينة إلى محلّ سكناها - فشغل الناس عنهم بموت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فشهدوا البيعة وحضروا الأمر، فأنفذ إليهم عمر واستدعاهم، وقال لهم: خذوا بالحظ من المعونة على بيعة خليفة رسول الله، واخرجوا إلى الناس واحشروهم ليبايعوا، فمن امتنع فاضربوا رأسه وجبينه.
قال: والله لقد رأيت الأعراب تحزّموا، واتّشحوا بالأُزر الصنعانية، وأخذوا بأيديهم الخشب، وخرجوا حتّى خبطوا الناس خبطاً، وجاءوا بهم مكرهين إلى البيعة" (الجمل، الشيخ المفيد، ص٥٩).
ويوجد من يقول: كان هناك اتفاق بين أبي بكر وعمر وأنصارهما وبين هذه القبيلة لتوقيت الدخول في هذا الوقت، باعتبار أنّ عمر أيقن بالنصر، كما قال عند رؤيته لهذه القبيلة، فقد روى الطبري عن هشام "قال أبو مخنف: فحدّثني أبو بكر بن محمّد الخزاعي: أنّ أسلم أقبلت بجماعتها حتّى تضايق بهم السكك، فبايعوا أبا بكر، فكان عمر يقول: ما هو إلاّ أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر" (تاريخ الطبري، ج٢، ص٤٥٨).
فكأنّ عمر كان يتوقّع حضورهم، فإنّ الذي فعلته القبيلة عند حضورها، هو المبايعة لأبي بكر؛ ففي (الكامل في التاريخ) لابن الأثير: وجاءت أسلم فبايعت فقوي أبو بكر بهم، وبايع الناس بعد. (الكامل في التاريخ، ج٢، ص٣٣١).
[مركز الأبحاث العقائدية بتصرف].
ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.